وصال الكلاعي – الرّياضية
منذ فوزها سنة 2010 باستضافة نسخة 2022 من المونديال، تستعدّ قطر لاِحتضان هذا الحدث الرّياضي الأكبر على مستوى العالم بشغف وجدّ.
وستستقطب قطر أثناء هذه الفعالية العالمية ليس فقط أنظار العالم بل وفودًا عن العالم أجمع من صحافة وإعلام إلى بعثات المنتخبات المشاركة إلى الجمهور العريض للسّاحرة المستديرة من كلّ أنحاء العالم. ويعدّ ذلك مناسبة قويّة تستغلّها الحكومة القطرية أن تروّج لدولتها سياحيا ورياضيا وديبلوماسيا.
إذ بات تحسين البنية التّحتية الرّياضية للبلد من أولويات الحكومة القطرية القصوى. وكرّست الحكومة كامل إمكاناتها لإحداث سبعة ملاعب مونديالية جديدة ذات جودة عالية وفق تصميمات مميّزة تحاكي الحضارة القطرية جعلت فيها كلّ سبل الرّاحة على غرار استغلال تقنيات التّبريد الذّكيّة نظرًا لارتفاع درجات الحرارة في المنطقة أيّام المونديال. بالإضافة إلى ذلك قامت الحكومة بتطوير ملعب خليفة الدّولي. حتّى إنّه تمّ تخصيص ثلاثين ألف يد عاملة أجنبية للعمل في إنشاءات الملاعب فقط.
وفي هذا الإطار تمّ وضع خطّة لإنشاء ملاعب قابلة للتّفكيك والتّركيب. حتّى يتسنّى بعد ذلك التّبرّع بها للمساهمة في تطوير البنية التّحتية الرّياضية في مناطق من العالم. ولن تحتفظ قطر بعد المونديال إلاّ بملاعب تبلغ طاقة اِستيعابها القصوى 25 ألف مقعد. فستساهم ملاعب قطر المونديالية بإحداث 22 ملعبا جديدا في الدّول النّامية حيث ستتبرّع بحوالي 170 ألف مقعد لفائدة هذه المشاريع.
ملعب خليفة الدّولي
تمّ إحداث هذا الملعب سنة 1976 في مدينة الرّيان، وهي مدينة قريبة من الدّوحة. ويعتبر من أهمّ ملاعب قطر والقلب النّابض للكرّة القطرية. تمّ إعادة تدشينه سنة 2017 بعد أن دخلت عليه أعمل تحديث إثر فوز قطر بالمونديال شملت توسيع طاقته الإستعابية إلى 40 ألف مقعد وتجديد المستطيل الأخضر وغرف تبديل الملابس فضلا عن تجديد مظهره الخارجي.
سيتمّ التّبرع بجزء منه كسائر الملاعب لفائدة مشاريع رياضية حول العالم.
ملعب أحمد بن علي
يتمركز هو الآخر في مدينة الرّيان. بل سيصبح معقل نادي الرّيان بعد كاس العالم. وسيحتضن مباريات كأس العالم من دور المجموعات إلى الدّور ثمن النّهائي. تصميمه الخارجي فيه تموّجات وذلك إشارة إلى الكثبان الرّملية ومنه الطبيعة الصّحراوية لقطر والخليج العربي. ولئن كان يتسّع لأربعين ألف متفرّج فسيتم تقليص طاقته إلى النّصف نظرًا إلى اٍحتوائه على مقاعد قابلة للتّفكيك. إذ ستفكّك المدارج العلوية، 20 ألف مقعد، وسيتمّ التّبرع بها.
ملعب المدينة التّعليمية
ملعب آخر بمواصفات عالمية معدّ لاِحتضان مباريات المونديال حتى دور ربع النّهائي. سعته الحالية 40 ألف مقعد. ستتقلّص إلى النّصف بعد المونديال بما أنّه يتم التّبرّع بالنّصف الآخر لفائدة أحد المشاريع في الدّول النّامية. وسيتحوّل بعد المونديال إلى وجهة رياضية وترفيهة مرموقة في المدينة التّعليمية.
ملعب 974
أجريت فيه ستّ مباريات في كأس العرب منها مبارة نصف النّهائي بين منتخبي تونهس ومصر. وهو أكثر ملاعب المونديال شهرةً نظرًا لأنّه الملعب الوحيد المعدّ لكأس العالم القابل للتّفكيك والتّركيب بكامل أجزائه. وما يسهّل عملية تفكيكه وتركيبه هي المّادة الأوّلية الّتي صنع منها، إذ تمّ إنشاؤه من حاويات الشّحن البجري تحديدًا 974 حاوية وذلك سبب التّسمية.
هو ملعب يرمز إلى الإرث البحري والتّجاري لدولة قطر. وسيتمّ التّبرّع به كاملا بعد المونديال لدعم البنية التّحتية الرّياضية لأحد الدّول النّامية في العالم. ومن ثمّ سيتمّ إحداث مشروع آخر مكانه.
ملعب الجنوب الوكرة
تمّ اِفتتاحه سنة 2019. صمّمته المهندسة المعمارية العالمية زها حديد. اِستوحت تصميمه من أشرعة مدينة الوكرة فأهل المدينة يحترفون الصّيد البحري والبحث عن الأحجار النّفيسة خاصّة اللآلئ.
تبلغ سعته أربعين ألف مقعد سيتمّ التبرّع بنصفها. وسيبقى النّصف الآخر قائما، إذ سيشكّل الوكرة بعد المونديال مركزًا للرّياضة والتّرفيه بعد المونديال.
ملعب البيت
هو ملعب ذو سحنة معمارية عربية قطرية أصيلة. فقد صُمّم على شكل خيمة بدوية مزخرفة. ويقع في مدينة الخور شمال قطر.
من المقرّر أن يقام فيه الحفل والمباراة الإفتتاحية لكأس العالم. ثمّ يواصل اِحتضان المباريات حتى نصف نهائي المسابقة. ثمّ ستفكّك المدارج العلوية ويتمّ التبرّع بها على شكلها الأصلي المحاكي لبيوت الشّعر الحقيقية. علما أنّه ملعب صديق للبيئة.
ملعب الثّمامة
يقع جنوب الدّوحة. صمّم على شكل العمامة القطرية. تحيط به مساحات خضراء تمثّل متنفّس للتّرفيه قبل وبعد المونديال. وسيتمّ بعد المسابقة التّبرع بعشرين ألف مقعدًا لفائدة دول من العالم النّامي.
ثمّ سيتم إنشاء فندق عصري مكان مدارجه العلوية. فضلا عن إحداث مصحّة متخصّصة في علاج إصابات لاعبي كرة القدم. وسيُستغلّ ما تبقى منه لمباريات كرة القدم والأنشطة الرّياضية في قطر بعد المونديال.
ملعب لوسيل
هو أكبر ملاعب قطر المعدّة للمونديال. إذ يتسّع لثمانين ألف متفرّج. فبعد أن تقام فيه مباراة نهائي كأس العالم وحفل الإختتام. سيتمّ تفكيك كلّ المدارج والتّبرّع بها لتنمية مشاريع رياضية في المناطق النّامية من العالم. وسيبقى الهيكل الخارجي للملعب قائما، ذكرى من المونديال لدولة قطر. وسيمثّل وجهة إجتماعية وثقافية ورياضية في مدينة لوسيل. إذ ستركّز مدارس ومتاجر ومقاهي ومرافق رياضية عدّة بالإضافة إلى عيادات طبيّة.. ستكون كلّها تحت سقف ملعب لوسيل المونديالي.
وجدير بالذّكر إنّ وزارة الشّباب والرّياضة طلبت من دولة قطر، إثر مونديال العرب، أن تهب تونس ملعب “974” لتطوير البنية التّحتية الرّياضية في بعض المناطق من البلاد التونسية. خاصّة أنّ جمهور النّادي الرّياضي الصّفاقسي ما اِنفكّ يطالب بملعب ذو طاقة إستيعابية أكبر نظرًا للجمهور الغفير لفريق باب الدّيوان.