14.9 C
تونس
22 نوفمبر، 2024
اخبار متفرقة

التّكوين صلب الجمعيات مع تفشي ظاهرة الأكاديميات خرق المنظومة التّقليدية في اِكتشاف المواهب.. فهل أصبحت البطولة التّونسية عاقرًا لتعجز عن تمويل المنتخب باللّاعبين ؟

 

الرّياضية – وصال الكلاعي

تشهد كرة القدم العالمية اليوم تطوّرا ملحوظا على جميع الأصعدة بداية من بنيتها التّحتية كتوفير الظّروف اللّوجستية وصولا إلى المادّة البشرية وتكوين اللاّعبين. فقد ولّى زمن اللّاعب الهاوي أو المدرّب الهاوي. فكرة القدم اليوم ترتكز على أسس علمية بحتة بل أصبحت تدرّس كما تدرّس العلوم والرّياضيات. وهو ما يساهم في صقل موهبة اللّاعب وتنمية قدراته الذّهنية.

وما نراه اليوم في مراكز التّكوين هو محض صدام حاد بين جيلين مختلفين. صدام بين اللّاعب الشّاب بأفكار حديثة ونظرة يافعة للحياة والمدرّب الّذي غالبًا ما يكون لاعبًا سابقًا لذلك الفريق، لا يقتنع إلاّ بالمفاهيم القديمة لكرة القدم، جعل من مهمّته تلك مدخلاً سهلاً إلى عالم التّدريب.

وتحاول الجامعة التّونسية لكرة القدم تطوير منظومة تكوين الشّبان في تونس. فمستغلاّ وجوده في باريس، قام رئيس الجامعة التّونسية لكرة القدم، وديع الجريئ، يوم الثّلاثاء 27 سبتمبر 2022، بجلسة عمل جمعته بآرسان فينغر مدير تطوير كرة القدم في العالم عن الاتحاد الدّولي لكرة القدم، في مكتب الفيفا بباريس.

وتحدّث آرسان فينغر في مصدح الجامعة التّونسية قائلاً أنّ تونس تقوم بعمل جيّد في مجال تكوين الشّبان وأنّ الفيفا تدعم ذلك. وقال إنّ الفيفا تتبّع برنامجًا لتّكوين وتطوير المواهب في كل بلدان العالم خاصّة إفريقيا وشمالَها.

ولا يخفى على أحد منّا أنّه قبل إنطلاق أي توقّف دولي يترقّب الجمهور الرّياضي قائمة نسور قرطاج بشغف. وربّما ليتفاخر أحدهم بدعوة عدد لا بأس به من لاعبي فريقه إلى معسكر النّسور، فالدّعوة للمنتخب خير دليل على القيمة الفنّية للّاعبين. إلاّ أنّ المنتخب الوطني أصبح لا يحتمل دعوة خمسة لاعبين على الأكثر من البطولة المحليّة في قائمته. فقد أصبح سوادها الأعظم محترفي الدّوريات الأجنبية بل التّونسيين ذوي الجنسية المزدوجة والّذين اِختاروا تمثيل منتخب تونس.

فهل ذلك دليل على تردّي تكوين اللّاعبين الشّبان في تونس بل أصبح اللّاعب التّونسي لا يضاهي قيمة اللّاعب المتكوّن في الخارج؟ !

أم إنّ ذلك إقرار ضمني بأنّ البطولة المحليّة باتت عاجزة على تمويل المنتخب باللّاعبين المهاريين؟

 

“بقلاوة” لكن مرّة !

قد تتوفّر البيئة الملائمة “للعبث” بكرة القدم في الأصناف الشّابة بما أنّ بطولة الشّبان بعيدة عن الأضواء وكاميرات الإعلام. وإنّ ما نشرته الجامعة عن لقاء الجريئ وفينغر يثير ملف تكوين الشّبان في تونس ويفتح لنا فوهة الخوض فيه.

فهذه الأصناف تشكو يوميًا مشاكل جمّة. من سوء تصرّف وإدارة إلى غياب أبسط الأساسيات لممارسة نشاطهم الرّياضي في كنف الرّاحة والإحاطة اللّازمتين.

إذ أكّد أحد شبّان فريق الملعب التّونسي للرّياضية أنّه هناك فساد مالي وإداري كبيرن صلب نادي الملعب التّونسي.

وقال إنّ إمضاء العقود يباع ويشترى بالأموال وهذا معمّم حتى في أكبر الجمعيات وليس حكرًا على “البقلاوة” فقط. قال إنّ المعاملة تكون بالوساطة والتّوصيات والمحاباة ومن أبوك.. وأكّد أنّ اللّاعب الشّاب لا يحصل على عقد إحتراف مع الفريق إلاّ إذا دفع مقدارًا معلومًا من الأموال للإدارة، بغض النّظر عن مستواه الفنّي. وأشار أنّ هوس الإدارة الحالية الأكبر هو الأموال.

وأضاف المصدر ذاته أنّ الشّبان يحملون ألوان النّادي لكن ما إن يتعرّض أحدهم للإصابة لا تتكفّل الهيئة بمصاريف العلاج وإعادة التّأهيل. بل يقولون “برا داوي روحك وحدك” على حدّ تعبير اللّاعب.

إيهاب حسومي، شاب آخر من شبّان الملعب التّونسي الّذي إعتزل كرة القدم قبل أن يبدأ مسيرته حتّى..، ربّما من هول الخَور الّذي عايشه..، كتب في تدوينة نشرها على حسابه فيسبوك  يوم 7 جويلية 2022، ذكرى تأسيس الملعب التّونسي:” 7 جويلية هو عيد ميلاد أكثر فريق يحطّم العباد.. هذا ميساج للملعب التّونسي  واحد واحد.. أصحابي الكل إن شاء الله ربي معاكم وتوصلوا وين تحبوا ردّوا بالكم تشكّوا في رواحكم راكم كوارجية الكل غير هوما يحبوا… ويحبوا الفلوس. الجوارات الكل مضروبة وتداوي وحدها وبفلوسها. وقت من المفروض جمعيتك هي إلي تداويك هوما لاهين بعملوا في الكنتراتوات بالفلوس.. الجورات إلي خرجت.. ربي حل البيبان في وجوهها خاطر خرجت من هاك الحفرة أذيكا”

الشّبان فئة مهمَلة ؟

أغلب الأندية اليوم تلتجأ إلى الإنتداب الخارجي وتتجاهل خرّيجي مراكزها التّكوينية بل ربّما لا يلبّي المتوفّر فيها ما تحتاجه. وهو مالا يمكن تفسيره إلاّ بأنّه إعتراف ضمني بإهمالهم لجانب التّكوين والأصناف الشّابة.

إذ يقول المستشار الفنّي علي الكعبي: ” من البديهي أن يتراجع مستوى الشّبان في تونس. فبطولة الشّبان توقّفت سنتين على الأقل بفعل الجائحة. فشهران قد يؤثّران على مستوى اللّاعب، فما بالك بتوقّف عن النّشاط لمدّة سنتين أو أكثر”.

وأضاف: “المدربون المكوّنون أكثرهم أبناء النّوادي فالمدرّبون الكبار لا يدرّبون الشّبان لأنّ النّوادي لا تسدّد مستحقات المدرّبين. وأكثر المدرّبون الأكفاء يبحثون عنّ الشّهرة ودوري الأضواء وغير مستعدين لتقاضي الأجر القليل ناهيك عن عدم تقاضي أجر بالمرة فالكثير من النّوادي من عشرة أشهر لا تسدّد إلا شهرين من مستحقّات مدرّب الشّبان”. فأنّى لمدرّب لا تتوفّر له الظّروف الملائمة للعمل أن يتقن عمله كما يجب؟

وأكّد علي الكعبي ضرورة وجود مدير فنّي في النّوادي لوضع خطّة عمل واضحة يتّبعها المدرّبين وضرورة إجراء التّقييم اللّازم ووضع برنامج تكوين وفق أسس علمية. كلّها عوامل نجاح تكوين غير موجودة في تونس ونستثني من ذلك فريق أو إثنين على الأكثر. وأشار أنّ للماديات دور كبير في نجاح عملية التّكوين.  فلانتداب مدرّب كفء وجب توفّر الأموال.

وأردف في نفس السّياق: “إنّ هرَم التّكوين في تونس خاطئ والسّبيل الأوّل لإصلاحه وتطويره هو توفير المادّيات والبنية التّحتية. لذلك أدعو إلى تشريع القوانين اللّازمة وتغيير تلك البالية. فرغم أنّ القانون يفرض على الجمعيات وجود مدير فنّي يضع إستراتيجية عمل ويقيّم عمل المدّربين والشّبان إلاّ أنّ جلّ الجمعيات لا تلتزم بهذا القانون، رغم أهمّيته في تكوين الشّبان”.

وأضاف الكعبي: “أكثر ما يفتقده التّكوين في تونس هو العامل الذّهني وعامل اللّياقة البدنية. لأنّه فنّيا تونس تزخر بالمواهب والمستوى الفنّي المحترم لكن هذه المواهب ينقصها الكثير من اللّياقة البدنية والإعداد الذّهني. وإن تمّ صقل المواهب وتأطيرها كما يجب سيكون لتونس شبّان في كرة القدم من الطّراز الرّفيع. لذلك يجب إيلاء الأهمية الضّرورية لمهمّة الإعداد الذّهني صلب الجّمعيات وإدراجها ضمن خطّة التّكوين”.

وأشار االكعبي إلى أنّ الإصلاح يكون في التّكوين القاعدي وليس في صنف النّخبة. فاليوم نادرًا ما تجد لاعبًا من النّادي الأولمبي للنّقل أو من الشّبيبة القيروانية على سبيل المثال يعزّزون صفوف المنتخب فقد أصبح اليوم حكرا على فريقين أو ثلاثة على أقصى تقدير يعرفهم الجميع.

وجدير بالذّكر أنّ وزارة الشّباب والرّياضة تمنح لكل فريق في الرّابطة المحترفة الأولى 300 ألف دينار. 30 في المائة منها موجّهة للتّكوين. إلاّ أنّ الجمعيات تخصّصها لسداد مستحقّات اللاّعبين الأجانب. فأندية الرّابطة الأولى خاصّة تكرّس كل إهتمامها ونفقاتها على فريق الأكابر الّذي يكون تحت الأضواء والمتابعة الإعلامية. وتبحث الهيئات التّسييرية للفرق عن النّتائج الجيّدة الّتي تعود عليها عليها بالأموال أكثر من إهتمامهم بعوامل تلك النّتائج نفسها.

ويضيف: “اليوم الفرق الكبيرة تقوم بانتدابات اللّاعبين بأجور مرتفعة. ولبلوغ مرحلة الإحتراف على أسّسه الصّحيحة يجب أن تصبح الفرق شركات تجارية حتّى تتمكّن الدّولة من دعم الجمعيات الصّغيرة كما يجب”.

وتحدّث الدّكتور والمكوّن في كرة القدم، عادل ختّالي، في مصدح الرّياضية عن المشاكل الّتي تضني قطاع تكوين الشّبان في تونس. وقال:

“أوّلا الجامعة هي المسؤول الأول عن تكوين الشّبان عن طريق الإدارة الفنية من المفروض أنّ كلّ النّوادي تخضع إلى خطّة تدريبية تكوينية وذلك ما نفتقده في تونس.

وإنّ كل فئة عمرية يقابلها ما يناسبها من تدريب. فعلى البرنامج التّدريبي أن يتماشى مع مواصفات اللّاعب التّونسي دون غيره أي حسب قدراته البدنية ومهاراته الفنّية لذلك لا يجب اتّباع البرامج الأوروبية الجاهزة المعدّة للأوروبيين بالأساس. ففرنسا أو بلجيكيا أوألمانيا وضعت برامجها التّكوينية وفق بحث علمي يرسّخ مستجدّات كرة القدم العصرية، وهكذا تقدّم العالم في تكوين شبّانه.

أمّا الفرق التّونسية فكلّ تشتغل على حده بطريقتها الخاصة وبالطّريقة الّتي يريدها المدير الفنّي للفئات السّنية لتلك الفرق. أي أنّه ليست هناك إستراتيجية فنية لتطوير الأصناف الشّابة. فنحن نسجّل نقصًا كبيرًا في مستوى التّخطيط والبرمجة. رغم أنّه كانت لدينا إستراتيجية عمل في تونس أواخر التّسعينيات إلاّ أنّها غبِرت مع ألعاب البحر الأبيض المتوسّط في 2001.

ثانيا: لدينا مشكل كبير في الحيز الزمني لتدريبات الفئات السّنية. فغالبا ما تكون التّدريبات بعد الدّراسة. لذلك يجب تفعيل اِتفاقية مع وزارة التربية بخصوص الوقت المدرسي لتوظيف المساء للأنشطة الرّياضية أو الثّقافية.  فكل الفئات السّنية يغادرون المدارس في السّاعة الخامسة مقابل توفر ملعب واحد للتّدريبات، إنْ كان متوفّرًا من الأساس، أي 4 فئات سنيّة فوق نفس الملعب.. هنا لا يمكن الحديث عن تكوين.

ثالثا: لا يمكن الحديث عن تطوير التّكوين والمنافسة على المستوى الإقليمي والإفريقي والعالمي إلاّ بوجود مدرّب كفء ممتاز. للأسف التّخصص غائب في تونس. فكل مدرّب يحمل شهادة “الكاف أ أو ب أو س” يلتجأ للعمل في تدريب الشّبان في حال عدم عثوره على وظيفة رغم أنّ ذلك ليس من إختصاصه. شخصيّا أرى أنّه وجب البحث عن التّخصص لإدارة الفئات السّنية فهذه الأعمار تطرح تقلّبات نفسية متغيّرة يجب التّدرّب على التّعامل معها علميا وبيداغوجيا. فعلى المدير الفنّي للشّبان أن يكون متحصّلاً على شهادة علمية في إدارة الشّبان. فعلى الإدارة الفنّية للجامعة انتداب أو تكوين مكوّنين خاصّين لكل فئة عمرية. فالفريق تحت 20 سنة يجب أن يدرّبه مدرّب متخصّص في تكوين الفئة العمرية دون 20 سنة. كذلك بالنّسبة لفئة ما دون 5 سنوت أو ما دون 17 سنة، فمثلا هذا سنّ المراهقة وله مميّزات جسدية ونفسية وفنيّة خاصّة وذلك يتطلّب دراية وتعامل خاص من المدرّب. فلا يمكن لمدرّب بحوزته “كاف أ” كان يدرّبُ فريق أكابر من ذي قبل أن يدرّب بعد ذلك الأصناف الشّابة. وعلى الأندية الكبرى إدراك هذا الأمر فتكوين الشبّان يتطلّب تكوينا علميا فنّي بيداغوجي لأنّ المكوّن هو ملهم لتلك الأغصان اليافعة ومنه يستمدّ الشّبان ثقتهم في قدراتهم.

رابعا: يجب إعادة النّظر في بطولة الشّبان لتطوير مستوى المنافسة والإرتقاء بالمستوى الفنّي لللاّعبين. وأقترح أن تكون هناك بطولة خاصّة بالفرق الّتي تملك مراكز تكوين. حتى ينتظم المستوى الفنّي للمقابلات ويبقى النّسقُ دائما مرتفعًا”.

الأكاديميات.. كرةُ قدمٍ أم بيعُ وهمٍ؟  

اِنتشرت مؤخّرا ظاهرة الأكاديميات الخاصّة بكرة القدم مقابل تراجع ملحوظ لمدارس التّكوين.

ويقول عادل ختّالي في هذه النّقطة: “إنّ من مزيّات أكاديميات الكورة هي قربها من منازل اللّاعبين، أي توفير عناء التّنقل على الوالدين. صحيح أنّها تخضع لكراسات الشّروط لكن المشكل أنّها تفشّت بشكل كبير دون رقابة من وزارة الإشراف أو متابعة من الجامعة الأم أو الإدارة الفنية الوطنية لكرة القدم. نلاحظ اليوم انتشارها بشكل كبير لكن دون أن تكون مقنّنة أو مُراقَبة من سلطة الإشراف، وزارة الشّباب والرّياضة، بل هي منتشرة من أجل الرّبح المادي ولا تبيع إلاّ الوهم للأولياء.”

وأضاف ختّالي: “وهذه الأكاديميات ذات منحى تجاري أكثر منه تكويني. من المفروض ألّا يدخلها إلاّ أهل الإختصاص حاملي الشهائد الجامعية للتّكوين الأكاديمي. لأننا نتحدّث على عالم الطّفل وهذه الفئات السّنية الهشّة لها نفسية خاصّة، وهذا ما نسميه العمر الذّهبي الأوّل لتعليم المهارات الفنية. والعمر الذّهبي الثّاني لتعليم المهارات الفنيّة هو ما بين 15 و16 سنة. لكن ما راعنا إلاّ أطفالا يتم تعليمهم تعليم الكبار. فالمتعارف عليه أن تكون المجموعة في حدود 12 أو 15 لاعبًا على أقصى تقدير لكن الواقع أنّنا نرى قرابة 35 لاعبًا في كل مجموعة وهذا بعيد كل البعد عن معايير التّكوين العالمية”.

ونوّه ختّالي قائلا: ” نتيجة ذلك أنّ منتخبات الشّبان في السّنوات الأخيرة أصبحت عاجزة حتى عن البروز على المستوى المغاربي. وذلك نتيجة إهمال الجامعة التّونسية لكرة القدم والإدارة الفنية لمنتخبات الأصناف الشّابة وتجعل من الفئات السّنية “حصانها القصير”. ويكون تركيزها على منتخب الأكابر أو بعض الهوامش الأخرى”.

وأردف: “ولعلّ أكبر دليل على ذلك هو الصّورة الّتي تداولها روّاد مواقع التّواصل الاجتماعي لوديع الجريئ مع مدير تطوير الكرة بالفيفا. فمن المفروض أن يحاور هذا الأخير فنّيا وليس إداريًا. أنّى لفنّي أن يقدّم توصيات بخصوص تطوير الكرة لمسؤول إداري؟ !  كان يجدر برئيس الجامعة أن يصطحب معه خبيرًا في الأمور الفنية لوضع الخطط اللّازمة لتطوير الكرة في تونس”.

البطولة التّونسية عقيمة وإلى الحضيض  

لا يخفى على الجميع أنّ الجامعة التّونسية لكرة القدم مؤخّرا اِنتهجت إستراتيجية اِستقطاب اللّاعبين التّونسيين مزدوجي الجنسية لتعزيز صفوف المنتخبات الوطنية التّونسية سيما منتخب الأكابر الّذي يتجهّز لخوض نهائيات كأس العالم قطر 2022.

إذ يقول علي الكعبي في هذا الصّدد: “اِستقطاب اللّاعبين من الخارج ليس دليل على ضعف البطولة. وإنّ البنية التّحتية للنوادي ينقصها الكثير إلا ناديين إثنين أو ثلاثة. بعض النّوادي لا تملك ملعبًا إلاّ واحدًا للتدريب لكل الفروع وحدث ولا حرج عن مستلزمات التّكوين الأساسية غير المتوفّرة. لذلك نلجأ إلى السّوق الخارجية، وهو ليس من العيب. فاللّاعبون مزدوجي الجنسية هم تونسيون واِختاروا دون أي ضغط تمثيل منتخب تونس ولهم الحقّ في ذلك”.

أمّا الدّكتور والمكوّن علي ختّالي فلا يشاطره الرّأي إذ يقول: “اليوم نستنجد بلاعبين “شطر لباس” لهم الجنسية المزدوجة وبان بالكاشف في مواجهة البرازيل ولا نعلم هل المدرّب يختار التّشكيلة أم يتم إختيارها له؟ ! وبعد دوس سانتوس وجوزيه كلايتون لم يقدّم أيّ لاعب من مزدوجي الجنسية الإضافة للمنتخب. والموجودون حاليا لم يثبتوا جدارتهم حتّى في فرقهم. واستقطابهم هو ذرٌّ للرّماد على العيون”.

أمّا بخصوص البطولة التّونسية فقال ختّالي: “من الطّبيعي أن تكون البطولة التّونسية عاجزة عن تمويل المنتخب باللّاعبين عندما تتبِّع إستراتيجية هدم وليس إستراتيجية بناء فذلك سينعكس سلبا على البطولة ومن ثمّ على المنتخبات. فأنّى تكون لنا بطولة شبّان وبطولة أكابر تنافسيّة ذات مستوى عالٍ يمكن التّعويل عليها في تمويل المنتخب إذ لم تطبّق المعايير الدّولية في تكوين الشّبان؟

وإنّ أكثر ما يفسد مستوى البطولة المحلية هو “الخياطة والطريزة” نتوقّف عن النّشاط ثلاثة أو أربعة أشهر ونعود شهر. فمثلا في بطولة الشّبان العادية في شتّى أنحاء العالم يصل اللّاعبين إلى خوض 40 أو 50 مقابلة رسمية سنويا لكن في تونس لا يتجاوز العدد 12 مقابلة رسمية.

وإنّ تدنّي مستوى البطولة الوطنية يؤثّر على مستوى الفرق المشاركة في المسابقات الإفريقية على غرار التّرجي الرّياضي التّونسي أو النّجم الرّياضي السّاحلي. فمثلا التّرجي هذا الموسم قام بانتدابات كبيرة لكّنه لن يتجاوز ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا حسب رأيي.

ولا أستغرب عدم مجاراة عناصر المنتخب التّونسي نسق لاعبي منتخب البرازيل في مباراة الثّلاثاء. فنحن لا نضاهي مهاراتهم الفنّية ولا مستواهم المعرفي أو قراءاتهم للّعب.

البطولة التّونسية اليوم تعيش صراعات ومخاضا عسيرًا. اليوم البطولة ممزّقة وخير دليل على ذلك ما يحصل في قضيّة الهلال الرّياضي الشّابي. صفوة القول كل نتيجة مرتبطة بسبب ما.. وإن لم تزرع لن تحصد”.

آخر الأخبار