الرياضية- غاية التليلي
يشيد تاريخ كرة القدم التونسية بمردود الحارس التونسي شكري الواعر الذي يصنف من نجوم المنتخب الوطني عندما لاعب دورا كبيرا في نجاح “نسور قرطاج” في عديد البطولات وخاصة نهائيات كأس إفريقيا 1996 وكذلك مساهمته الكبيرة في تأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم بعد 20 سنة من الانتظار وتألقه في حماية شباك المنتخب في نسخة 1998 من نهائيات كأس العالم في فرنسا، بما أنه فاز بلقب أفضل حارس في الدور الأول من المونديال في تلك النسخة رغم فشل المنتخب الوطني بلوغ الدور الثاني، ولكنه كان نقطة الضوء الوحيدة في المشاركة التونسية الثانية.
وفي حوار خاص لـ”الرياضية”، تحدث الحارس السابق للترجي الرياضي التونسي شكري الواعر عن مردود المنتخب بعد مواجهة منتخب البرازيل والتي انتهت بفوز “السيليساو” بنتيجة 5 اهداف مقابل هدف وتوقعاته بخصوص المردود الذي سيقدمه المنتخب في النسخة المقبلة من نهائيات كأس العالم التي ستقام في قطر. كما ركز على النقاط التي يجب على المنتخب التونسي أن يتفادها في المواجهات القادمة مقدما بعض النصائح للاعبين والإطار الفني:
هذه رسالتي إلى أيمن دحمان
هل أن ابتعادك عن الأضواء هو اختيار منك أم أنه يعود الى عدم وجود الظروف الملائمة بالنسبة لك؟
هذا الأمر كان اختيار مني، اعتقد اننا عندما نغادر عالم كرة القدم نفضل عدم البقاء في الأضواء. لقد تغيرت قليلا وهناك أمور لم تعد تعجبني. وجدت مشاكل في هذه المنظومة للتعامل مع اشخاص بعيدين كل البعد عن عالم كرة القدم. لقد توجهت في حياتي الى نشاط آخر والتركيز على التجارة. كما أنني لم اكتف بأن يكون مورد رزقي مرتبط فقط بنشاطي الرياضي السابق. ويمكن القول أنه لم يعد لي من الوقت الكافي للظهور بشكل متواصل، فأنا شخص أحترم الجميع وأقدر كل شخص ولا أبحث إلا عن الاحترام، وأتحدث هنا عن المنظومة في كرة القدم ولا أقصد الظهور الإعلامي. أما عن المشاركة بشكل متواصل في وسائل الاعلام، فأرى انه في كل هيكل هناك الإيجابيات وكذلك بعض السلبيات، لكن بصفة عامة فإن المشهد الإعلامي الرياضي مقبول ويمكن التعايش معه دون صعوبات.
هل كان هناك مقترح للانضمام الى المنتخب الوطني؟
نعم كان لدي عرض للالتحاق بالمنتخب، لكن وعلى الرغم من انني تحدثت في الأمر مع رئيس الجامعة فإنني لم أكن متحمسا كثيرا لهذه التجربة وعبرت عن عدم رغبتي في الالتحاق بصفوف المنتخب.
المباراة ضد البرازيل فرصة لمراجعة الأخطاء قبل المونديال
ما هو تقييمك لمردود المنتخب ضد البرازيل؟
كان بإمكاننا تقديم مباراة في مستوى أفضل بكثير من الذي شاهدناه، وأعتقد اننا قادرين على التعامل مع المواجهة بشكل أفضل، ذلك أن الإطار الفني واللاعبين لم يلتزموا بعديد المعطيات التي كان من شأنها أن تساعدنا في مواجهة منافس قوي. من المعلوم ان منتخب البرازيل شرس وقوي، وان الفرق بين المنتخبين شاسع، لكنني كنت آمل ان تحدث بعض التغييرات، وأن يوفق المدرب في تحديد التشكيلة وأن يكون اللاعب الأجدر أساسيا بناء على أفضليته البدنية والفنية ولكن يبدو أن المدرب اختار بعض الأسماء حسب رصيدها من الشهرة والجماهيرية، كما أنني كنت آمل في أن أشاهد مباراة أفضل بكثير على المستوى التكتيكي.
هل ستؤثر الخمسة أهداف المسجلة في مرمى الحارس ايمن دحمان على مردوده ام لا؟
يجب أن تكون لهذه الأهداف تأثير إيجابي على نفسية دحمان. فالمنتخب لعب ضد منافس قوي للغاية ومن أفضل المنتخبات في العالم، واظن أن النقائص كانت موجودة وواضحة على المستوى التكتيكي وعلى مستوى عقلية اختيار اللاعبين التي تمت حسب مقياس النجومية، مع الأسف اتضحت مرة أخرى الإمكانيات الضعيفة للمنتخب. لقد قلت سابقا وأكرر ان اللاعب صاحب المردود المميز يقدم أفضل ما لديه في جميع المباريات، وليس في مباراة واحدة كل مباراة من عشر مقابلات، كما أنه على الإطار الفني اختيار اللاعبين على حسب الإمكانيات وليس بالمحاباة.
ماهي النقائص التي تراها موجودة في المنتخب؟
على المنتخب اختيار اللاعبين حسب روط معقولة ومنطقية وتراعي أساسا جاهزية اللاعب وانتظام حضوره، فقد بقي على كأس العالم شهرين فقط، ومن غير المعقول أن يكون 90 بالمائة من لاعبي المنتخب غير جاهزين. حاليا لا أرى الوقت مناسبا لاختبار إمكانيات اللاعبين. تمنيت لو يكون اللاعبين مستعدين بدنيا بنسبة 95 في المائة قبل شهرين من المونديال.
اختيار التشكيلة يجب أن يكون حسب الإمكانات وليس المحاباة
عارض بعض المتابعين خوض مباراة ضد البرازيل فماهو تعليقك؟
من الطبيعي أن يكون هناك اختلاف في المواقف من شخص إلى آخر، وأعتبر ان المباراة ضد البرازيل مكسب بالنسبة للمنتخب الوطني، فهذه المواجهة سمحت لنا بمراجعة العديد من النقاط وتحديد النقائص التي قد تساعد على تصحيح المسار مستقبلا، حيث ارتكب اللاعبون العديد من الأخطاء في هذه المقابلة والتي سيمكن الان تداركها. لم أكن أرشح المنتخب للانتصار في هذه المباراة لكن كان علينا تقديم مستوى أفضل ضد البرازيل لأن إمكانات المجموعة تسمح لها بتقديم عرض أفضل بكثير.
ماهي توقعاتك بخصرص مردود المنتخب في كأس العالم في قطر؟
المنتخب التونسي في وضعية صعبة، فالمنتخبات التي يوجود معها في المجموعة ليست سهلة بالمرة، لذلك علينا بالتركيز والتحضير الجيد لكل المواجهات. على كل لاعب أن يقدم أفضل ما لديه حتى يتمكنوا من العودة إلى تونس مرفوعي الراس. أرى أن اللاعب التونسي لا يحتاج إلى الكثير من النصائح على المستوى الذهني، فلاعب المنتخب يجب أن تكون لديه من الإمكانيات الكافية حتى يكون قادرا على فرض نفسه في التشكيلة والتعامل مع المباريات القوية. قدرات اللاعب الجيد تظهر في الأوقات الصعبة والحساسة والى حد الان ليس لدينا من الإمكانيات العالية في المنتخب الوطني، ورغم ذلك أتمنى ان نرى تحسنا في هذه النسخة القادمة من المونديال.