الرياضية –غاية التليلي
بعد أن خاض تجارب عديدة في البطولة التونسية كمدرب وحاز على لقب السوبر التونسي مع الاتحاد المنستيري موسم 2020-2021 والذي يعتبر التتويج الأول بالسوبر في مسيرة الفريق، غادر مراد العقبي الاتحاد بشكل مفاجئ واختار العمل في الدوري الليبي عندما قاد الاتحاد المصراتي الموسم الماضي. وخلال الأيام الماضية ترددت أخبار مفادها أنه سيعود إلى فريقه الشبيبة القيروانية ولكنه فضل التريث، عن مستقبله التدريبي وكذلك تجربته السابقة مع المنتخب الوطني في مونديال روسيا 2018 حدثنا المدرب مراد العقبي.
هل صحيح انه تم الاتصال بك لتولي تدريب الشبيبة القيروانية من جديد؟
كان التعاقد مع الشبيبة للموسم الحالي مجرد مقترح لكنني قدمت اعتذاراتي بكل لطف، أعتقد أنني أكثر مدرب قاد الشبيبة القيروانية في السنوات الماضية، بعد تجربة أولى استمرت لمدة 3 سنوات ونصف من سنة 2010، ثم عدت مرة ثانية في سنة 2019 وتواصلت التجربة إلى سنة 2021. وحسب رأيي الشبيبة لا تحتاج لمراد العقبي الان لتحقق نجاحات فهي تواجه عراقيل أخرى أكبر من اختيار مدرب، حاليا لا يمكنني تقديم أي إضافة للفريق في هذا الظرف وهذه الوضعية الصعبة التي تعاني منها.
هذه المباراة نقطة سوداء في مسيرتي
ما هو السبب الذي جعلك تغادر الاتحاد المنستيري بعد فترة قصيرة من تدريب الفريق والتتويج بكأس السوبر؟
منذ البداية اتفقت مع المسؤولين على تولي تدريب النادي لفترة وقتية، وكانت رغبتي أن أواصل مع الفريق الى حد كأس السوبر. فقد كان لدي عرض تدريب خارج تونس. وأعتبر نفسي ساهما في بناء فريق حصد المرتبة الثانية في نهاية الموسم الماضي، لقد كنت متأكدا وعلى يقين ان الاتحاد المنستيري سيصل الى اعلى المراكز وبالفعل كان الاتحاد وصيف البطولة كما أنه سيشارك في مسابقة رابطة الابطال الافريقية. وعكس ما يتردد، لم تكن هناك أي علاقة توتر مع رئيس النادي بل كانت العلاقات جيدة والدليل على ذلك أنني كنت مدربا للفريق سنة 2014 وذلك عندما كان احمد البلي رئيسا للنادي، وهو ما يفسر أنه اتصل بي لتدريب الفريق ثانية وحصل الاتفاق سريعا، ومنذ البداية كنا متفقين على تدريب الفريق لفترة زمنية مؤقتة، وبعد هذه الفترة تولى المدرب فوزي البنزرتي القيادة وواصل الفريق النجاحات على نفس المنوال.
كيف تقيم تجربتك مع الاتحاد المصراتي؟
اعتبرها تجربة ناجحة فهو فريق نخبة في البطولة المحترفة الأولى إضافة الى ترشحنا للدور ثمن نهائي في الكأس حتى ان هناك 3 لاعبين أصبحوا دوليين وهذا يعود الى العمل الذي قمنا به، ولكن بمجرد نهاية العقد انتهت التجربة مع الفريق. اجمالا هي تجربة ناجحة جدا.
هل ثمة عروض تدريبية في تونس او خارج تونس؟
لقد تلقيت العديد من العروض لكن قررت في هذه السنة ان أقوم بدورة تكوينية والمشاركة في دور المحترفين وسأكون متواجدا في تونس. من الممكن في الأسابيع القادمة ان أكون مدربا لفريق في البطولة التونسية.
أي بطولة تعتبرها الأفضل في مسيرتك: الليبية، التونسية ام السعودية؟
لقد كانت لدي نجاحات في عديد الأماكن ففي البطولة التونسية توجت بكاس السوبر، وبلغت نهائي كاس تونس مع الملعب القابسي وكنا سنفوز بالكاس لولا المظلمة التحكيمية التي تعرضنا اليها في مباراة النهائي ضد النجم الساحلي، لقد بقيت هذه المباراة نقطة سوداء في مسيرتي، بالنسبة للدور الاماراتي مع اتحاد كلباء في الدوري الممتاز فقد كانت ناجحة. اما في الدوري السعودي فقد بلغت مع فريق نجران الى نصف النهائي ضد الهلال السعودي سنة 2008، ونجحت في عديد المحطات الأخرى، لكن رغم نقص الإمكانيات والموارد تبقى البطولة التونسية مختلفة رغم الإمكانات المحدودة وظروف التدريب الصعبة مقارنة بالتدريب في بلدان الخليج التي تتمتع بإمكانيات مادية عالية ويجد المدرب كل السبل للعمل بأريحية وهذا ما يجعل رغبتي في التدريب في تونس تتراجع شيئا فشيئا.
من الممكن ان أدرب فريقا في الرابطة الأولى قريبا
كيف تحكم على القائمة التي اختارها مدرب المنتخب الوطني جلال القادري؟
بصفة عامة عادت ما تطرح قائمة المنتخب تساؤلات لكن يبقى القرار للإطار الفني الذي يختار اللاعبين حسب الاحتياجات وحسب الإمكانيات الجسدية للاعب. قد تختلف التشكيلة من مدرب الى اخر حسب اللاعب الذي يراه مناسبا من وجهة نظره الخاصة. ونتمنى أن تكون القائمة جاهزة خلال الأسبوعين الأخيرين من تربص المنتخب ويكون جلال القادري بذلك قد اختار القائمة الأنسب واللاعبين باستحقاق. لكن اجمالا اعتبر هذه القائمة متوازنة، باستثناء بعض الإصابات مثل بن رمضان الذي نأمل التحاقه بالمنتخب كما استحسنت عودة الخنيسي ووهبي الخزري ونعيم السليتي ونتمنى أيضا عودة ياسين مرياح. كما تخلو القائمة من المفاجآت بما أن ركائز المنتخب هي نفسها مثل السنوات الفارطة.
هذه قوة المنتخب وموقفي من قائمة القادري
ماهي حظوظ المنتخب الوطني في كاس العالم 2022؟
يراود جميعنا حلم المرور الى الدور الثاني، لكن تبقى حظوظ المنتخب مرتبطة بالأداء الجماعي، علينا التركيز جيدا لكل مباراة على حدة، واتمنى أن تكون الظروف ملائمة لكي يحسن المنتخب التعامل مع المباريات ويحقق نتائج جيدة فالمنتخب لديه من الإمكانيات والقدرات الجيدة لتحقيق نتائج مرضية. ويوجد المنتخب التونسي في مجموعة صعبة تضم منتخبات قوية كالدنمارك وفرنسا وأستراليا، وما يخيفني في المنتخب هو القدرات البدنية قياسا ببقية المنافسين، فالمنتخبات الأخرى تتمتع بإمكانيات ونسق بدني عالي جدا، لكن هذا لا يعني ان المنتخب التونسي غير قادر على مجابهة هذه المباريات القوية ويمكنه أن يحدث المفاجئة فنيا.
هل تعتبر أن كأس العالم ستكون لها تأثير على اختيارات المدربين لتشكيلة اللاعبين في البطولة التونسية؟
يوجد فقط 4 او 5 لاعبين في قائمة اللاعبين المشاركين في كأس العالم بما في ذلك 3 حراس، حاليا لا ترتبط البطولة التونسية باللاعبين المتوجهين لخوض منافسات كاس العالم إذ ينشط أغلب اللاعبين في البطولات الأجنبية.
ماذا بقي لك من مونديال روسيا؟
اعتبر تجربتي مع المنتخب حينها تجربة ثرية، فمشاركة المنتخب التونسي حينها بعد 12 سنة يعتبر حدثا هاما. واجهنا منتخبات صعبة حينها مثل إنقلترا وبلجيكيا، وقد بلغا لاحقا الدور نصف النهائي. كما اعتبر هذه المشاركة ثاني أفضل مشاركة بعد الارجنتين، ارجو ان تكون هذه المشاركة الأفضل في تاريخ كاس العالم بالنسبة للمنتخب الوطني.