الرياضية -غاية التليلي
تخلى السيد محمد الطرابلسي، عن قميص رجل السياسة الذي تولى حقائب وزارية في السنوات الماضية، وارتدى ثوب المسؤول الرياضي، ولكن لا فارق كبير بين مهامه السياسية والرياضية، فقد تولى أصعب الحقائق ومن الواضح أن تجربته السياسية قادته ليكون محاورا بارعا نجح في فترة قصيرة في التموقع رياضيا بعد أن تمكن من لم شمل عائلة النادي الصفاقسي قبل أن يقترن وجوده على رأس الهيئة التسييرية بحصول الفريق على كأس تونس، عن التتويج الأخير ومستقبل الصفاقسي تحدث السيد محمد الطرابلسي في هذا الحوار.
هل يمكن القول أن الفوز بالكأس قد وفر الأرضية المثالية بالنسبة للهيئة للعمل براحة؟
عندما تقتحم مشروعا مهما مثل الذي تحاول الهيئة التسييرية القيام به، وخاصة إعادة الهيكلة التي ننوي تفعيلها والقيام بالإصلاحات الضرورية وتعزيز الحوكمة، فإن الفوز بلقب يجعل الأمور أسهل لأن الانتصارات تحفز الجماهير والمدعمين التقليدين على مساعدة الفريق ويجعل الأجواء مثالية في النادي ويمكننا من العمل براحة نسبية وبعيدا عن الضغوط المجانية والمشاكل التي يمكن أن تحدث.
خلال تسلم رمز التتويج في النهائي، كانت هناك الفوضى مسيطرة على المشهد، فما الذي حدث؟
لا دخل لنا في التنظيم بشكل عام، وكانت هناك ترتيبات خاصة ولم يسمحوا إلا لخمسة أشخاص بالصعود إلى المنصة الرسمية، ربما لاعتقادهم بأن سيادة رئيس الجمهورية كان سيحضر النهائي، وفعلا فإن الجانب الأمني هيمن على حفل التتويج ولكن المهم أن الاحتفال لا يقتصر على المنصة الشرفية فقط والفرحة في قلوب الجماهير فمنذ أن انتهت المقابلة ونحن نحتفل باللقب وبعض الاحتفالات كانت هستيرية بخروج قرابة 100 ألف مشجع في صفاقس.
لم نسعى إلى استفزاز الإفريقي وما حصل في نصف النهائي غير مقبول
ما الذي دفعك لتسلم المهمة في وقت عزفت فيه كل الشخصيات عن ذلك؟
تربيت على حب النادي الصفاقسي، وعديد من اللاعبين تخرجوا من “حومتي” ولهذا فإن علاقتي بالنادي عريقة وقوية ففي صفاقس نشأنا على حب الرالوي أوالنادي الصفاقسي، وكنت محبا للصفاقسي ولم تنقطع علاقتي بالنادي حتى عندما كنت في الخارج وسعيت للتوفيق بين المسؤولين والفرقاء في الماضي ومساعدة النادي قدر الإمكان وعندما حصلت أزمة تسيير بعد انسحاب منصف السلامي لأسباب صحية وشخصية، حصل الاجتماع في مقر الولاية الذي ضم كل الأطراف، وحصل الاتفاق على أنني قد أكون رجل المرحلة وقد اتصل بي السيد الوالي وبقية الأطراف وجلسنا لضبط خطة العمل. وهو واجب نؤديه حتى يخرج النادي من هذه الوضعية والقيام بالإصلاحات حتى لا يجد نفسه في فراغ تسييري في المستقبل وتفادي الدوين الكبيرة مثلما هو الحال الان، والعزوف عن تسيير النادي بسبب الديون التي تحاصره، فالإصلاح أصحب ضروريا وكذلك إعادة هيكلة النادي وفسح المجال للقاعدة العريضة من الجماهير بأن تساهم ماديا وكذلك في صنع القرار، وهي ضرورة ملحة حتي ينطلق النادي مجددا ويكون قادرا على تحقيق أهدافه، إضافة إلى ملفات أخرى تهم كرة القدم المحترفة وتقييم تجربة الاحتراف في تونس وهي مسائل تحتاج للمراجعة والتوافق مع الجامعة والأندية الأخرى حتي نصل إلى حل يتماشى مع واقع الرياضة في بلادنا وواقع تونس الاقتصادي والرياضي والاجتماعي.
هل من الممكن أن تواصل المهمة بعد نهاية المدة وتكون قائمة أم قد يعود الفريق إلى حالة الفراغ؟
أعتقد أن حالة الفراغ لن تتجدد مرة أخرى، وستنعقد الجمعية العمومية في الآجال القانونية التي حددها القانون ومن الضروري أن تتولى إدارة النادي هيئة منتخبة بشكل قانوني ولا يمكن أن يبقى في الوضع الاستثنائي مجددا، واليوم من الضروري أن تكون هناك رؤية واضحة والمشروع لا يمكن أن ينجح إلا بهيئة مديرة منتخبة تعمل لمدة عامين على الأقل، ونوفر لها الإمكانات والفرصة لتنجح في تطبيق برنامجها.
غرام والنصراوي يستحقان المنتخب
هل من الوارد أن تترشح لرئاسة النادي؟
من الممكن أن أترشح وهو هذا الأمر وارد بطبيعة الحال، ولكن بشروط أساسية وهي فرضية قائمة ولكنها مرتبطة بعديد الشروط وهي توفر الحد الأدنى من الإمكانات التي تساعد على تطبيق الإصلاحات التي يحتاجها الفريق. هذه تجربة تعتبر جديدة في الأندية الكبيرة وهي الفصل بين الجانب التسييري والجانب التمويلي، اليوم هناك فصل كامل بين المهمتين وهو يتطلب مجهودا كبيرا للنجاح في المهمة.
كيف تجد الدعم المالي لسير النادي وهل تم تنفيذ الوعود؟
إلى حدّ الان مضت على المهمة ثلاثة أسابيع هناك تحويلات مالية تمت في الفترة القادمة بفضل مجهودات السيد المخلوفي وكذلك السيد الوالي الذي تعهد بمتابعة ملف تنفيذ الوعود، من الواجب أن نعترف أن المبلغ الذي تم التعهد به خلال الاجتماع لا يغطي إلا نسبة ضئيلة من الديون التي تحاصر النادي وسببت عقوبات قاسية بحرمانه من الانتدابات.
سندافع عن حقوق النادي في ملف شواط
هل من الوارد رفع العقوبة والقيام بصفقات في الميركاتو القادم؟
هو من أهدافنا الأساسية التي نخطط للقيام بها في الفترة القادمة وتم التطرق إليها في الاجتماع الذي انعقد في الفترة الماضية ولكنه يتطلب مجهودا على الصعيد المالي حيث لن يكون من السهل تسوية الملفات، ولكننا مجبرون على إيجاد الحلول وخلاص الديون لتفادي المزيد من العقوبات المالية، ولهذا فإن التحرك ضروري.
وماذا عن ديون الجامعة هل تمت جدولتها؟
لقد كانت الجامعة متعاونة، وكذلك رئيسها وديع الجريء الذي ساند الفريق مثلما فعل مع عديد الأندية الأخرى وهو ما سمح للنادي الصفاقسي بالمشاركة في المسابقة القارية ونحن بصدد تجميع الأموال الضرورية من أجل تسوية الديون وخاصة التي تهم الاتحاد الدولي ما قد يمكن الفريق من وصول إلى حلول نهائية، ولكن نحن لسنا في حاجة للأموال فقط من أجل خلاص ديون الفريق ولكن أيضا حتى نوفر الأرضية التي تساعدنا على دخول الموسم الجديد في أفضل الظروف لأن الروزنامة وضعنا في مجموعة قوية وبالتالي فإن المسألة المالية هي الخطوة الأولى حتى ننطلق في تغيير وضعية النادي ثم العمل على إعادة الهيكلة والإصلاح وتفادي الضغوط.
هذه خطتنا لرفع عقوبة منع الانتداب
هل تعتقد أن قائمة المنتخب الوطني أنصفت نجوم النادي الصفاقسي؟
كل رئيس ناد أو محب يتمنى مشاهدة أبناء النادي تدافع عن الراية الوطنية، والظهور مع المنتخب له قيمة كبيرة ونعتبر أن حاتم الطرابلسي مثلا يعتبر منوالا جيدا بعد أن وصل إلى مستوى عالمي ما يعتبر فخرا لكرة القدم التونسية والنادي الصفاقسي، وأنا لا أتدخل في شؤون المدرب الوطني وفي إيي الشخصي هناك لاعبين اثنين يستحقان المنتخب وهما علاء غرام والنصراوي.
هل أقنعك تبرير المدرب الوطني الذي قال بأنه يفضل تركهما مع المنتخب الأولمبي؟
المنتخب الأولمبي لن يخوض مباريات خلال كأس العالم، ولهذا أتمنى أن مشاهدتهما في المنتخب لاحقا أو لاعب منهما فهما يستحقان ذلك، وهما لاعبان شابان وعلاء غرام هو قائد المنتخب الأولمبي وسبق أن تمت دعوته للمنتخب الأول ولكنه لم يتمتع بالفرصة والنصراوي لاعب واعد ومدافع من الطراز العالي، ولكن في النهاية نحترم القرارات التي يتخذها الإطار الفني رغم اعتقادنا الراسخ بأن اللاعبين يستحقان المشاركة مع المنتخب إضافة إلى دحمان الذي أظهر أن له إمكانات كبيرة وشخصية قيادية ومهاراته العالية، وأتمنى في كل الحالات التوفيق للمنتخب الوطني وأن ينجح في التأهل إلى الدور الثاني في كأس العالم.
ماهو موقف النادي من تعاقد شواط مع الإسماعيلي؟
ملف شواط محل نزاع، ولم أكن أتمنى أن يبادر الإسماعيلي بالتعاقد مع شواط لأنه مازال متعاقدا مع النادي والعقد موثق لدى الجامعة التي دعمت موقف النادي، ورغم أني قابلته وطالبته بالعودة للتدرب مع الفريق وعندما يصله عرض سنسمح له بالرحيل لأن الصفاقسي هو أكثر الأندية التي تسمح للاعبيها بالانتقال وخوض تجارب مثلما حصل هذا الموسم برحيل 9 لاعبين لخوض تجارب جديدة، ولكن اليوم بات الصفاقسي مدافعا عن حقوقه، وقد طالب بفترة تفكير ولكته لم يتصل بي مجددا في وقت اتصل بي أشخاص آخرون للحديث نيابة عنه، والان فإننا لن نسلم في حقوق الفريق سواء بخصوص شواط أو غيره من اللاعبين.
ماهو تعليقك عن استفزاز النادي الإفريقي عبر الصفحة الرسمية للصفاقسي؟
لقد بلغني ذلك، وعندما بحثت في الأمر وجدت أن الأمن هو الذي اختار السماح للجماهير بالدخول من الباب رقم 8، وطلبت منهم عدم ذكر ذلك مستقبلا ولكن هذا الأمر حصل بعد النهائي وأعتقد أن هناك حساسية مفرطة، فكل الفرق تنهزم أو تنتصر ولهذا أتمنى أن تنتهي العقدة ونحن لا يمكننا أن نتحكم في تصرفات الجماهير، ولكن ما حصل يوم نصف النهائي مثلا غير مقبول وما فعلته هيئة النادي الإفريقي التي طالبت بإخراج الجماهير غير مقبول في تلك المقابلة كما أنها فرضت أن يجلس رئيس النادي والهيئة في أماكن تهم الجماهير، ومن يتبع ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي لا يمكن قبوله، ورغم ذلك أقول مرحبا بالنادي الإفريقي وعلاقتنا تبقى قوية في كل الحالات.