الرياضية – غاية التليلي
ساهم حمزة المثلوثي في تتويج الزمالك بلقب الدوري المصري، في أعقاب موسم مثير خاصة في مرحلته الثانية عندما أصبح المدافع الدولي التونسي لاعبا مؤثرا في نتائج فريقه بعد أن استعان به المدرب في مراكز مختلفة، كما كان المثلوثي حاضرا في مع المنتخب الوطني في كأس العرب وكذلك في كأس إفريقيا والتأهل لنهائيات كأس العالم.
وقد تحدث ابن النادي البنزرتي ولاعب الصفاقسي سابقا عن مسيرته في هذا الموسم الذي يمكن اعتباره الأفضل في تجربته الاحترافية في الملاعب المصرية.
هل كنت تتوقع التتويج باللقب في مصر؟
بالنسبة إلى فريق في حجم الزمالك، فإنه مطالب بالدفاع عن فرصه في التتويج في كل مسابقة يشارك فيها، ولهذا فإن التتويج لا يبدو مفاجئا نظرا لشعبية الفريق ووزنه على الصعيد المحلي أو الدولي، وخلال بداية الموسم الحالي حاولنا أن نحصد أكبر عدد من النقاط، والبداية لم تكن موفقة ولكننا نجحنا لاحقا في التدارك وتعويض البداية الصعبة والمهم ليس كيف تبدأ بل المرتبة التي تنهي فيها الموسم والحمد لله كانت الصدارة من نصيبنا.
هذا سر احتفالي مع المنتخب ولم أفكر في الرحيل عن الزمالك
كيف قلب الزمالك الطاولة على الأهلي؟
شخصية الفريق صنعت الفارق في هذا الموسم، لقد آمنا بفرصنا رغم أن المنافسة كانت قوية منذ البداية، كما أن تأجيل عديد المباريات جعل الصورة غير مكتملة بخصوص الترتيب العام، ولكن في النهاية وبعد تسلسل المقابلات نجحنا في تجاوز منافسينا والمواجهات المباشرة صنعت الفارق في هذا الموسم لأننا كنا أفضل من كل منافسينا وهو ما يثبت أهمية الحضور الذهني لأن الفريق تمسك بفرصه في التتويج إلى آخر لحظة من المباريات المهمة وهذا ما صنع الفارق إضافة إلى تماسك المجموعة ودعم الجماهير التي تعتبر مصدر القوة الأساسي في النادي.
على الصعيد الشخصي لم تكن البداية موفقة، كيف تغيرت المعطيات؟
الوضع العام لم يكن مساعدا في البداية، وتعرفون أن فريقا في حجم الزمالك يواجه ضغطا كبيرا ومن الطبيعي أن يتم التركيز على التفاصيل البسيطة ولا يمكن أن تنجح إلا عندما تكون جاهزا بشكل كامل، وقد حرمتني الإصابات من اللعب بشكل منتظم، ولكن كلما كنت جاهزا بدنيا لعبت كل المبارات وقدمت مستوى جيدا وأعتقد أنني ساعدت الزمالك على التتويج وحاولت الاجتهاد قدر المستطاع وأنا راض على ما قدمته طوال المباريات ودعم الجماهير هو أكبر دليل على قيمة المردود لأنه ليس من السهل أن تكسب دعم ومساندة جمهور الزمالك.
هل فكرت في الرحيل؟
في بعض الفترات يجب أن ندرس كل الخيارات، خاصة عندما لا تشارك بانتظام مع الفريق لأن كل لاعب يريد النجاح في المهمة، ولكني كنت أريد أن أظهر حقيقة قدراتي مع فريق في حجم الزمالك وأرفض الفشل، وبعدها يمكنني التفكير في الرحيل ولهذا كان كل تركيزي على النجاح وكسب التحدي لأنني كنت أعلم أن سوء الحظ هو الذي حرمني من الظهور بمستواي العادي، وبعد كأس إفريقيا قدمت الأداء الذي انتظره الجميع ورغم أنني غيرت مركزي في بعض المباريات إلا أن ذلك لم يمنعني من التألق مع الفريق ومساعدة المجموعة.
هل كنت مستعدا للعودة إلى الدوري التونسي؟
البطولة التونسية من أفضل البطولات العربية والإفريقية وكان لها الفضل في بروزي ولا أعتقد أن اللعب في تونس يعتبر خطوة سلبية، ولكن صراحة كان كل تركيزي على النجاح مع الزمالك وكسب الرهان، لست من أولئك الذين يرمون المنديل كنت حريصا على التألق مع الفريق وهذا ما حصل في النهاية لأنني نجحت في انتزاع إعجاب الجميع، أما العودة إلى تونس فلم تكن مطروحة بالمرة ولم يتم مناقشتها خاصة وأن وضعي مريح في الزمالك وألعب لواحد من أفضل الفرق العربية.
المدرب البرتغالي وثق فيك أكثر؟
لقد تزامن قدومه مع اكتمال استعدادي البدني ولهذا كان من الطبيعي أن ألعب بانتظام ولا أنكر أن المدرب لعب دورا مهما في نجاحي هذا الموسم لأن أي لاعب يريد أن يحس بأن المدرب إلى جانبه ويثق في قدراته ومهاراته، وبالفعل سارت الأمور بشكل مثالي بفضل دعمه كما أنني كنت مصرا على التألق رغم أن الإصابة التي تعرضت لها إثر تدخل قوي أعاقتني عن مواصلة البروز مع الفريق.
مرحبا بالمنافسة في المنتخب…
كيف كانت علاقتك بجماهير الزمالك؟
وجدت الدعم منهم، في معظم المباريات، ارتباطهم الكبير بالفريق يجعلهم يطالبون بالانتصار في كل مقابلة لأن لديهم عقلية مختلفة بشكل كامل، وأعتقد أنهم لعبوا دورا مهما في التتويج، بالنسبة إلي فإنني سعيد جدا بما عشته مع الفريق طوال هذا الموسم وخاصة السند الكبير من قبل الجماهير الكبير التي اختارت أن تقف إلى صفنا ودعمنا وتحفيز المجموعة وأعتبر أن ما قدمه الفريق من مستويات دليل قاطع على المستوى الباهر الذي بلغه الزمالك.
تصريحات رئيس الزمالك تجاه الجزيري هل أثرت فيكم؟
هذا مؤكد، ولكن الاختلاف بين اللاعبين هو أن هناك من يرمي المنديل ويسقط في الفخ سريعا وهناك يثق في نفسه وقادر على قلب الطاولة، وهذا ما حصل وأعتقد أن الجزيري أثبت للجميع أنه اللاعب الذي يحتاجه أي فريق وتابع تألقه مع المنتخب الوطني وقد نجح في افتكاك مكانه عن جدارة واستحقاق. رئيس النادي معروف بصراحته وحبه للفريق وعند الهزيمة من الطبيعي أن تصدر بعض العبارات القاسية ولكن نعرف جيدا أنه يحب كل اللاعبين ويقدرهم وتصرفه كان بهدف التحفيز ودفعنا ولا يعكس موقفه الشخصي لأنني لمست لديه الاحترام لكل اللاعبين التونسيين.
هل سهل اعتماد الأهلى على الفريق الثاني تتويجكم؟
الزمالك استحق التتويج باللقب لأنه كان الفريق الأفضل منذ عديد الجولات ولم نحصل على هدايا من قبل أي فريق، تصرف الأهلي حصل بعد أن ضمنا بنسبة كبيرة التتويج باللقب ولهذا لا يمكن التشكيك في أحقية الفريق في الحصول على اللقب الذي كان مستحقا.
الفريقان اللذان لعبت لهما في تونس يعانيان من مشاكل فكيف تحكم على التطورات في النادي البنزرتي؟
أعتقد أن الوضع يسير نحو الانفراج بشكل كبير، لقد نجحت عديد الشخصيات في إنقاذ الفريق منذ الموسم الماضي حيث لم يكن ضمان البقاء أمرا سهلا بحكم التنافس القوي في الرابطة الأولى، وأعتقد أن المستقبل سيكون أفضل المهمة لم تكتمل بلا شك بما أن الفريق يواجه أزمة على مستوى الرصيد البشري ويحتاج إلى صفقات من أجل كسب الرهان في الموسم القادم دون صعوبات لأنه قد لا يكون من السهل التدارك، ولكن الهبة الجماهيرية الكبيرة تسعدني كثيرا لأنني أعرف أن قوة الفريق في جماهيره التي لن تتخلى عنه رغم أن ما مرّ به النادي في السنوات الأخيرة كان كفيل بأن يهدد مسيرته بشكل خطير.
أخشى على النادي البنزرتي النزول وسأساعده ماديا
– هل انت متأسف على فترة رئاسة بن غربية للنادي البنزرتي ؟
طبعا، أعتقد أن الرئيس السابق مهدي بن غربية كان يوفّر الحد الأدنى المطلوب من الإمكانيات المادية وضمن استقرار الفريق على جميع الأصعدة، لقد وصلنا حينها إلى نصف نهائي كأس الاتحاد الأفريقي وراهننا على لقب بطولة تونس، لقد صرح بن غربية سابقا أن النادي أصبح أحد الكبار في تونس، واليوم نشاهد أن الفريق يصارع على تفادي النزول في المواسم الأخيرة وهذا يخيفني كثيرا لأن كرة القدم قد تدير ظهرها لك في أي لحظة في ظل غياب الدعم المالي، لذلك أطلب من رجال الأعمال في بنزرت التحرك سريعا قبل فوات الأوان.
– هل أنك قدمت دعما ماديا للنادي البنزرتي ؟
طبعا، لا أتردد في دعم النادي ماديا ومعنويا وأنا على اتصال دائم مع بعض المسؤولين والمدرب الجديد كريم التواتي، أفعل عديد الأشياء من أجل الفريق لكنني لا أعلن ذلك، وأؤكد لكم أنني تحدثت مع الحارس السابق فاروق بن مصطفى وعددا من أبناء النادي من أجل مساعدة الفريق في الفترة المقبلة ونحن نخطط لحركة ستساعد الفريق إن شاء الله.
النادي البنزرتي فريقي الأم وعشقي لهذا الفريق يسري في شرياني، لذلك أعد الجميع أنني لا أبخل على دعم النادي تماما وهذا واجب تجاه الفريق الذي صنعني وفتح لي أبواب الإحتراف.
الصفاقسي والبنزرتي سيتجاوزان الأزمة
وماذا بخصوص النادي الصفاقسي؟
كنت واثقا من أي جماهير النادي لن تقف مكتوفة الأيادي دون التحرك من أجل إنقاذه، فالفريق يحظى بدعم كبير من قبل الأحباء وبالتالي فإن التحركات الأخيرة كان من الطبيعي أن تقود إلى اجتماع كل الأطراف الفاعلة والمؤثرة من أجل الخروج من الأزمة، أعتقد أن ما حصل سيدفع إدارة النادي الجديدة إلى استيعاب الدروس من الأزمات الأخيرة لتفادي تكررها لأن الصفاقسي لا يمكنه أن يبتعد عن المراتب الأولى وهو ما يملك جيلا جديدا مميزا سيغير الكثير في مستقبل النادي خاصة مع توفر ظروف العمل الممتازة.
– كيف تبدو المنافسة بخصوص المشاركة في كأس العالم وماهي فرصك في الحضور؟
المنافسة موجودة في كل المنتخبات وفي كل المراكز، كل لاعب سيدافع عن فرصه في الحضور في نهائيات قطر 2022، وهذا أمر طبيعي ويخدم المنتخب وأعتقد أن الأداء مع الفريق هو السبيل الوحيد أمام أي لاعب من أجل إقناع المدرب الوطني، أثق في قدراتي ولن أبخل بأي مجهود لإثبات أحقيتي في المشاركة وأعتقد أنني كل في قيمة الانتظارات في كل مناسبة وجهت لي فيها الدعوة إلى المنتخب وأثبت أنني أستحق ذلك عن جدارة، الان ألعب لواحد من أفضل الفرق في إفريقيا والدول العربية وهذا مؤشر على مدى جاهزيتي ولكن في النهاية سأكون سعيدا بنجاح المنتخب الوطني لأن هذا هو الأهم بالنسبة لي في مثل هذا المواقف، لقد ساعدني المنتخب الوطني كثيرا وكنت سعيدا بأن أكون حاضرا في عديد البطولات ولهذا فإنني أفتخر كثيرا بمسيرتي الدولية.
– خلال كأس إفريقيا الأخيرة سجلت هدفاً ولكن طريقتك احتفالك كانت غريبة ماهي الرسالة ؟
لقد مرت فترة طويلة عن اللقطة وأعتقد أنه سيكون من المهم إنهاء الجدل، ما قصدته من الحركة هو أنه من الضروري أن نميز بين النقد الفني الذي يهم اللاعب ومردوده على الميدان وبين محاولة تأليب الرأي العام، في بعض المباريات يمر اللاعب بفترة فراغ وهذا أمر عادي ومن الطبيعي أن يقبل النقد ولكن من غير المنطقي أن يدفع لسنوات ثمن مباراة واحدة، والرسالة كانت موجهة لأشخاص يعرفون جيدا ما ارتكبوه في حقي طوال الفترة الماضية ولم تكن موجهة إلى الجماهير التي من حقها أن تغضب وتنقد اللاعبين لأن المنتخب الوطني هو مصدر فخر لكل التونسيين.
– من يقف وراء الحملة التي شنت عليك في كأس أفريقيا ؟
بكل بساطة لأنني إبن النادي البنزرتي ولا أملك مساندة من الإعلام ولست مدعوما من أي طرف، والسبب يتمثل في أنني لا انتمي إلى الأندية الأربعة الكبرى في تونس، يؤسفني أن أتحدث بهذه الطريقة لكنها الحقيقة فبكل صراحة لم أشعر يوما بهذا التمييز طوال مسيرتي لكن عند وقوع تلك الحادثة، تأكدت للأسف بأن ما حصل لي مرده أنني إبن النادي البنزرتي، لقد عاملوني بقسوة كبيرة وكأنني لست تونسيا.
– ما رأيك في حظوظ المنتخب الوطني في كأس العالم قطر 2022 ؟
صحيح أنها مجموعة حديدية في وجود فرنسا والدنمارك وأستراليا، لكنني واثق في إمكانات هذا الجيل الرائع من أجل إحداث المفاجأة، لقد قدمنا مستويات جيدة ضد منتخبات كبيرة وحان الوقت لنحقق نتيجة تاريخية في المونديال.
أنا أرفض تماما العقلية الإنهزامية التي يفكر بها بعض الناس وإعتقادهم أن المنتخب التونسي سيكون الحلقة الأضعف في المجموعة، لدينا فريق محترم وعلينا أن نؤمن بحظوظنا وأن نثق في أنفسنا، في كرة القدم لم يعد هناك أحكام مسبقة، يكفى أن تكون جاهزا من الناحية البدنية والتكتيكية حتى تقدر على إيقاف أي منافس في العالم.
– ختاما، كيف ترى مواجهة تونس والبرازيل الودية ؟
أشكر الجامعة التونسية لكرة القدم على برمجتها للقاء ودي بهذا الحجم، ستكون مباراة هامة جدا لنا قبل دخول كأس العالم، فإذا نجحنا في إيقاف نجوم البرازيل مثل نيمار وفينسوس فذلك سيعطينا ثقة كبيرة في أنفسنا قبل المشاركة في المونديال.