14.9 C
تونس
22 نوفمبر، 2024
غير مصنف

حروب بالنيابة لجامعة “مسيّسة”

الرياضية – تونس
عاد الجدل ليتفجّر في الكواليس ويدعّم الفتور السائد في علاقة جامعة كرة القدم بوزارة الشباب والرياضة ..وهو أمر يأتي تبعا لتصدّع قوي في العلاقة منذ سنوات.
وفي سياق جديد، فان اجتماع وديع الجريء برؤساء الأندية وممثليهم خلال نهاية الأسبوع الفارط أيّد هذه التمشيات، فالفرق صعّدت لتستنجد بالجريء في ثوب المنقذ داعية اياه الى توفير تعويض عن مناب النوادي من منحة دعم الوزارة التي تعطّلت..
الخطوة تبدو بدلالات كبيرة ومزدوجة..فهي أبعد من مجرد بادرة للدعم كان الجريء قادرا عليها منذ زمن طويل..فالرجل دائما ما يتحدث عن ميزانية كبيرة للجامعة وفائض مالي وتعاقدات مع مستشهرين بلا عدد وهو ما خلق استقلالية لجماعة الجريء..
وفي المقابل فان توقيت التحرّك يبدو مريبا، فهو يسعى لضمان حشد من الفريق يساند الجامعة في صراعها ضد الوزارة واظهارها في ثوب الضعيف الذي لا يقوى على فعل شيء كممثّل للدولة ورمز لسلطة الاشراف..
هذه الحرب الباردة تبدو بدلالات عدة ومنها حتى السياسية..فالجريء استحوذ على سلطة القرار لهذه الفرق بدعمها ماديا والتوسط لرفع عقوباتها..ولذلك فات ردّ الجزاء كان سريعا وقويا من النوادي التي تقدمت لخوض حرب بالنيابة دفاعا عن مصالح مشتركة يتداخل فيها الرياضي بالاجتماعي والسياسي والاقتصادي..وتسبّبت خلالها الجامعة في ادخال مدارس كروية في أزمات خانقة واستهدفت مسؤوليها القدامى انطلاقا من النادي الافريقي وصولا الى ليتوال والنادي الصفاقسي..
هذه السيناريوهات تؤكد أن الجامعة تغوّلت في جوانب عدة ولكنها أهملت اختصاصها كرويا ..ولذلك فان المتاعب صارت تتفاقم من عام الى أخر وتتواتر المشاكل وتتضخم تماما ككرة الجليد وان كان توقيتها في زمن الصائفة شديدة الحرارة..
وازاء اهتمام الدولة بملفات أخرى غير الرياضة، فان الثابت هو تواصل الحروب القائمة بالنيابة والتي تشهد تصعيدا موسميا لغايات متضاربة بين وديع يريد فرض الجرأة والنفوذ في كل المجالات..وبين وزير يعيش مشهدا ضبابيا تبقى رياضتنا وكرتنا على وجه الدقة في حالة موت سريري..
آخر الأخبار