الرياضية – تونس
تعيش مختلف الأندية التونسية على وقع مسار دقيق وهشّ تتسّم به وضعية معظم الفرق وخصوصا في كرة القدم جراء عدة سياسات يتم انتهاجها وتصوّب خلالها الاتهامات رأسا الى جامعة كرة القدم التي عبثت بالمشهد وجعلته سرياليا لتطوّق الحصار حول غالبية النوادي بحثا عن ترويضها وافتكاك سلطة القرار والتعيين والعزل والتزكية والتنصيب بعد تركيع عدة أهرام في الرياضة التونسية..
وعلى غرار كثير من الفرق، لا يختلف الوضع كيرا صلب النادي الافريقي، فالجميع يدرك أن وديع الجريء هو الفاعل الأساسي وبقسط كبير في ما بلغه النادي من تجاذبات وانقسامات بين أبناء هذا الصرح الكبير..فانطلقت التدخلات والهيمنة منذ عهد سليم الرياحي باسناد سياسي جليّ وتواصل العبث مع التسييرية وخصوصا هيئة عبد السلام اليونسي ليتم تجريدها من كل قواها وصلاحياتها تمهيدا للتغيير الذي أفضى بصعود الادارة الحالية.
وبمرور سنة ونصف على قدوم هيئة العلمي، فانها نالت عديد شهادات الثناء والاطراء بعد انقاذ الفريق رياضيا والحال أن الجميع يدرك تفاصيل معاقبة الافريقي رياضيا من قبل الجامعة والتي سعت جاهدة للتبرؤ من الادارة السابقة وأسهمت في الفوضى السائدة..غير أن الوقفة المتمعّنة تثبت بلا جدل أن العلمي ومساعديه لديهم هنات كبيرة وان سعى البعض لغاية أو لأخرى غض النظر عنها.
الادارة الحالية سعت بكل ما تملك من آليات تحريض وتسويق اتصالي الى شيطنة كل من سبقها أو من عبّر حتى بالتلميح عن رغبته ونيّته الاسهام في ضخ دماء جديدة في فريق الشعب لتتواتر المحاكمات العلنية لعدة مكونات تاريخية في الافريقي وأخرها على هامش الجلسة العامة التي تم تخصيص ثلثيها لتوجيه اتهامات شعبوية قوبلت بالترحاب والتصفيق طالما أنها سايرت الموجة السائدة وهي ضرب كل منتسبي النادي واتهامهم بسوء التصرف والاختلاس والى ما غير ذلك..والحال أن العقلاء من الافريقي انتظروا كشف الهيئة عن توفير موارد دعم قارة تعزّز مسار الجمعية عوض اطلاق الاتهامات جزافا..
البداية كانت مع الرياحي ووصلت الى حدّ اتهام صريح لشمس الدين السويح الذي مرّ الى التصعيد قضائيا بعد ما طاله من تشويه..كما أن ذات السيناريو شمل اليونسي ليتم التغاضي عن كل ما أنفقه وما لحقه من تتبعات وهرسلة لتصويره في زاوية المنتفع لا غير.
كلّ ما يحصل في الافريقي يدعو فعلا الى التأمّل والاستفسار عن دواعي هذه السياسات المريبة..فعلى عكس المتعارف عليه دوليا، فان المسلّمة السائدة رياضيا في تونس باتت تؤكد أن كل طرف أصبح متهما الى أن تثبت البراءة عكس القاعدة الشائعة دوليا..
هذا المناخ بات يحتاج الى تنقية بعد أن عزّزت الهياكل الرياضية ببلادنا كل مؤشرات التفرقة واعتمدت سياسة فرّق تسدّ”..وهذا ما خلق نفورا وقطيعة بين الافريقي ومدعّميه التقليديين وصارت عدواه تتفشى بين نواد أخرى وهي كلها تراكمات من صنع الدوائر المغلقة والغرف المظلمة في كواليس الجامعة..فهل يرتدع أولي القرار لتفادي الانفجار؟