15.9 C
تونس
26 نوفمبر، 2024
غير مصنف

محمود البارودي: الترجي مؤسسة وليس مجرّد فريق..وكيف أشتم الافريقي ووالدتي من أنصاره وكانت لاعبة في صفوفه !.. الحبيب الصيد ووزير داخليته يتحملان مسؤولية تاريخية في الديكتاتورية الرياضية

الرياضية


على اختلاف مجالات ظهوره ونشاطه، غالبا ما ترك محمود البارودي جدلا كبيرا يرافق تعليقاته في الشأنين السياسي وحديثا الرياضي، فالرجل يتفادى المراوغة والمهادنة وكانت مواقفه صريحة ومباشرة وهو ما خلق له دون شك عديد الاشكالات بالتوازي مع رصيد الثقة الذي اكتسبه جماهيريا..وحول هذه المسائل وعدة جوانب تتصل أساسا بالمشهد الرياضي وتجربة الرجل، كان للرياضية هذا الحوار:


– في البداية ما تقييمك للتجربة الاعلامية التي تخوضها في خطة كرونيكور؟

دون شك هي مرحلة مهمة ومختلفة عن سابقاتها، تجربة الاعلام ايجابية طالما انها تمنحك شرف ايصال أصوات الكثيرين ممن يمنحون الاعلامي أو المحلل هذه الثقة..وفي الحقيقة فهي مرحلة مهمة وثرية في مسيرة كل انسان..


هذا يعني أنك لا تفكّر راهنا في العودة للمسؤولية الرياضية؟

دعني أكون صريحا، تولي المسؤولية في هذه الظروف مجازفة غير محمودة..لا يمكن الاشتغال في هكذا مناخ مليء بالمحسوبية والولاءات..فان اختلفت مع الشخص الحاكم رياضيا في وجهات النظر فانك ستدفع الثمن باهضا بالانزال والخسائر وقد عانيت ذلك شخصيا مع قرمبالية الرياضية..لو تغيّرت هذه المقاربات والمكونات في المشهد فقد يختفي صوت الرفض داخلي والذي يمنعني من العودة راهنا..


حسنا، لنعد لتحاليلك، يبدو أنها مليئة ب”البوز” وتصفية الحسابات في نظر الكثيرين، فما ردك؟

لا صحة لكل ذلك، بصراحة المناخ والرأي العام وقابلية الرأي المخالف باتت كلها متغيّرة وفاقدة للرأي الأخر..لا أدري لماذا تم تهويل الأمور بتلك الشاكلة لمجرد فذلكة..كنا سابقا نتعامل هكذا بلا قفازات وهذه “شيخة” الكرة..ولكن المناخ الحالي مليء بالعنف..


– لكن الغالبية من جمهور الافريقي يعتبرونك قد تعمدت استفزاز ناديهم بحثا عن المشاكل والاثارة؟

أولا سأفسّر الحادثة، ما حصل ليست الا مجرد مزحة مع برهان بسيس ولم تكن الأولى بيننا ولكن هنالك من أولها وجعلها  درامية وبحث عن اشعال الحقد والكراهية..والحمد لله أن الغالبية تدرك معدن محمود البارودي وأنه أرفع من هذه الممارسات والأساليب..ثم دعني أخبرك وأعلم القراء أن رواية الاستفزاز مردودة على أصحابها، فأمي من أحباء النادي الافريقي ونشطت في صفوفه ضمن فرع كرة اليد ولهذا فانني لا أفكّر بتاتا في الاستفزاز و”البوز” وما شابههما..


– لنعد الى ناديك المفضل، هل تستهويك تجربة التسيير في الترجي وتسعى لها كما يتردد؟

أولا العمل في الترجي هو شرف للجميع، فهو مؤسسة وليس مجرد ناد..وللأمانة فان الأصدقاء الذين يباشرون مهاهم اداريا في الترجي حاليا هم أهل للثقة وهذا التشريف وأنا أدعمهم من مكاني كمحبّ..كان الله في عون هؤلاء وكل الرؤساء في النوادي..فالمهمة ليست يسيرة والمناخ العام لا يشجع بتاتا على تولي حقيبة المسؤول الرياضي..


– عموما كيف يتراىء لك المشهد الكروي بتونس؟

الاجابة واضحة ويسيرة لا تتطلب الاجتهاد، نحن نواكب أسبوعيا شتى ألوان الاتهامات من فريق الى أخر وحديث عن شراء ذمم ورهانات موازية وحكام تحت الخدمة..فالوضع جليّ للأعين حقيقة..


– ما قراءاتك للحلول وهل من الممكن اجراء مصالحة رياضية بمثل هذا المناخ؟

لنكن واضحين، المصالحة لن تحصل الا باجراء تقييم وجرد شاملين بتحييد الأطراف المتنازعة حاليا..اليوم يجب أن تحصل المصارحة والتقييم بشكل علني في الاعلام مع كشف كل الحيثيات لتفادي الوقوع مجددا في براثن مثل هذه المنظومة التي وجدت فراغا تاما منذ 2012 وأحاطت نفسها بأذرع قوية ومنها الاعلام والسياسة والى ما غير ذلك..يجب تفكيك الظاهرة بشكل تام وليس بالاهتمام بالأفراد والشخصنة..


– حسنا، لنعد لجلسة الجامعة لسنة 2016 فهل تراها مفصلية في فرض المنظومة الحالية بكرتنا؟

طبعا وأنا كنت على يقين تام بأن تلك الجلسة العامة لجامعة كرة القدم هي تأسيس للديكتاتورية الرياضية حين منحنا عهدة جديدة للمكتب الجامعي وألغيتا الكناس..وفي الحقيقة فان السيد الحبيب الصيد سيتحمل مسؤولية تاريخية ازاء ما حصل بما أنه تغاضى كرئيس حكومة عن تنفيذ حكم قضائي صادر عن المحكمة ويقضي بالغاء الجلسة..كما ان وزير الداخلية انذاك متواطىء باسهامه في عدم تطبيق قرار قضائي بات..هذه حقائق لا تقبل الدحض وهي وقائع خلقت تلك الديكتاتورية الرياضية وجعلت الدولة عاجزة الأن عن صدّ ما يحصل..


– غالبا ما يقترن اسمك بسليم الرياحي الذي كان صديقا رغم اختلاف التوجهات الرياضية والسياسية..فماذا تضيف بهذا الخصوص؟

أعتز بصداقتي بسليم الرياحي وهو انسان مميّز وأتمنى له السراح العاجل في محنته..نعم كناو لا زالنا أصدقاء باختلاف الألوان والأفكار وشاهدنا الدربي سويا في أكثر من مناسبة ولكل مقام مقال..الرياحي اشتغل وتحمّس كثيرا لمشروعه مع النادي الافريقي والثابت أن الخطأ عادي ووارد في العمل البشري لكن أتمنى حقا أن تدرك الغالبية حجم البذل والمجهود المعنوي والمادي للرياحي مع ناديه..


– لنختم بمجال نشاطك الراهن وهو الاعلام، فما تقييمك لأداء القسم الرياضي مع المستجدات الحاصلة؟

حتى لا أكون قاسيا وأتهم بالتعميم ، فالغث والسمين موجودان في القطاع..ولكن في الحقيقة فان الغالبية في الاعلام الرياضي تتجاهل لسبب أو لأخر كشف المستور..اذا نجحت هذه المنظومة الكروية في التغوّل فلأن أذرعها الاعلامية ساعدتها ووفرت لها الأرضية الملائمة وحتى التبييض..ولكن هنالك أقلام وأصوات تصدح بالحق ومن الواحب الاشادة بها وبجهودها في مسعى تنظيف رياضتنا من كل الشوائب والعراقيل..

آخر الأخبار