10.9 C
تونس
24 نوفمبر، 2024
غير مصنف

تشريع للفوضى الرياضية والافلات من العقاب في دولة “صامتة”

الرياضية – تونس

حظي المكتب الجامعي الجديد لكرة اليد باهتمام كبير منذ تولّيه المهام بانتخاب كريم الهلالي وأعضاده لتولّي هذه الأمانة التاريخية..وفي الحقيقة فان تداعيات ملف العنف والفوضى في دربي نهائي الكأس بتاريخ 11 ماي بين الجارين الترجي والافريقي كان المحور الأبرز في اهتمامات الشارع الرياضي.

وصل سقف الانتظارات حدّا مرتفعا بما أن الكثيرين دعوا الى حجب اللقب وهنالك من طالب بتسليط غرامات وعقوبات من الوزن الثقيل تستهدف الطرفين وتكون رادعة بما في الكلمة من معنى ودلالات واستتباعات..خفتت الضوضاء قليلا ليخرج المكتب الجامعي المنتخب على استحياء مقرّرا تأجيل النهائي واعادته في مطلع الموسم الرياضي القادم طبعا دون غوص في التفاصيل أو اشهار للعقوبات..لا تعدّ هذه الديباجة محاكمة على الملء أو تشهيرا بالهلالي وجماعته، بل انها منطلق لغوصنا في ما يحدث بالرياضة التونسية في تماهي تام مع المشهد بالبلاد..

حالة ارتباك تسود المشهد وافلات من العقاب كقناعة تترسّخ لدى الجميع في قطاع بلا حسيب ولا رقيب.سقط قتيل منذ سنوات في جوار ملعب رادس ليرفع ذلك كل مؤشّرات التأهب..ومرت الفوضى من مسارح كرة القدم بتونس الى قاعات السلة واليد والطائرة بمختلف الأصناف وفي شتّى جهات الجمهورية دون استثناء..حتى ان العدوى استشرت من البرّ الى كرة الماء..وهذا فصل أخر من المضحكات المبكيات..في تونس الجديدة، بات استعراض القوى يحصل علنا دون ردع ولا تتبع..وأمام تواصل تهاوي مؤسسات الدولة وحصول قناعة مفادها أنه يوجد ألف طريق للتمرّد والتستر والتبييض والهروب من المحاسبة فان الواجب يفرض وقفة تأمّل والشروع في تقييم مجرّد وشفّاف يلغي الانتماءات والحسابات والمصالح المادية والعاطفية.

حال رياضتنا يشهد تقهقرا في الكمّ والكيف..وحتى التراجع الملفت للنظر في التتويجات الخارجية هو نتاج طبيعي للفوضى السائدة حتى أنها “تختلس” الاساحقاق الرياضي لعدد من المجتهدين.. وهذه معادلة تبقى مسؤولية جماعية بين الهياكل الرياضية والاعلام والأندية ومؤسسات الدولة التي يبدو أن أخر همّها هو الخوض في مثل هذه المسائل.المشهد الرياضي بات قاتما وحالكا ..ودون تجميل للحقائق فان القادم يبدو أكثر سوداوية ما لم تتحرّك الجهات المسؤولة لاستعادة هيبة الدولة..فمن هذه القناعة سينطلق العلاج عند الاعتراف باستشراء الداء عافى الله الجميع..وبعدها سيكون للحديث تتمّة..

الوضع يبدو جليّا في رياضتنا وفحواه أن بعض الأفراد هم فوق طائلة المحاسبة وهم أكبر حتى من حجم تمثيلية الدولة وسلطتها..وهذا ما جعل المشهد مقسّما الى ما يشبه الامارة التي تتفرع عنها بعض الجماعات وكلّ ينتصب لحسابه الخاص أملا في هدف واحد وهو اقتسام الكعكة في ظل غياب للمحاسبة واستقالة جماعية لتمثيلية الدولة..

آخر الأخبار