19.9 C
تونس
25 نوفمبر، 2024
غير مصنف

كمال بن خليل : دافعت عن هلال الشابة بشكل مبدئي ولكني لا أسمح لرئيسه بتقزيم الافريقي والزجّ به في صراعاته.. رفضت عضوية لجنة الاستئناف وأرى نفسي رئيسا لا غير

يبقى اسم الأستاذ كمال بن خليل المختص أكاديميا في القانون الرياضي من الأصوات الجديرة بالاستماع وسط ضوضاء من المحللين وحتى رجالات القانون ممن يكيّفون قراءاتهم وتحاليلهم حسب الأهواء..ورغم انتمائه المعلن رياضيا وتسييريا في محطات مختلفة الى النادي الافريقي الا أن ذلك لم يمنع “الماتر” بن خليل من التحدث كعادته بكل صراحة عن شواغل المشهد الرياضي بتونس وخفايا ما يجري من تجاذبات..

عن الافريقي والهياكل الرياضية ومختلف النزاعات كان حوار الرياضية مع المسيّر السابق للافريقي ورجل القانون وهو ما تقرؤون تفاصيله تباعا..

-في البداية دعنا نستفسر عن تموقعك الراهن في المشهد الرياضي ؟

أنا موجود بقُبّعتين، أولهما بصفتي كمحام أشتغل على بعض الملفات في نزاعات للاعبين أتعامل مع ملفاتهم في تونس وكذلك كممثل قانوني في الترافع لعدد من الأندية خارج تونس..ثم كذلك أنا موجود في صيغة المتابع والمحب الوفي للنادي الافريقي.

– حسنا، هل هو قرار ابتعاد مبدئي خاصة أننا علمنا بوجود رغبة سابقة في تنصيبك ضمن لجنة الاستئناف بجامعة كرة القدم؟

مبدئيا أفضل الاستمرار في هكذا منهج، فعلا لا أذيع سرّا حين أعترف بتلقي اتصال سابق من رئيس جامعة كرة القدم وديع الجريء ليقترح على شخصي المتواضع عضوية لجنة الاستئناف وهو ما رفضته..

– لنتفاعل معك، هل هو رفض لأشخاص أم اعتذار مبدئي؟

في الحقيقة فقد أجبت رئيس الجامعة بشكل مباشر وهو أنني لا أقبل الا في حالة واحدة وهي ترؤس اللجنة فقط..مع احترامي للجميع فتجربتي تمتد على نحو 30 عاما وهنالك بعض الأعضاء من الزملاء في اللجنة سبق لي تدريسهم..ولذلك رفضت المقترح بالعضوية مع تمنياتي بالتوفيق للجميع.

– عموما، وفي ظل هذا الجدل القائم في نهاية كل موسم رياضي بتونس، كيف تقيّم نسبة النجاح لدى الهياكل القانونية والرياضية في التعاطي مع نزاعات الموسم؟

لا بدّ أن نتفق في البداية أن الرؤية والتقييم يختلفان من شخص الى أخر بحسب التموقع وزاوية النظر والتكييف قانونيا..

بعد تجربة 3 عقود دعني أقرّ بأن لكل ملف وقضية خصوصيات وأن هنالك عدة ثغرات يمكن تطويعها في فقه القانون وهو ليس جامدا ولذلك تختلف درجات التقاضي والطعون وما شابه ذلك..لكن على العموم أعتبر شخصيا أن هياكلنا نجحت الى حدّ كبير في الموسم الحالي.

– لنعد الى فريقك وهو الافريقي، هل تؤيد الرأي القائل ان هيئة العلمي نجحت في حماية الفريق بتفادي الصدام مع الجامعة ومختلف الهياكل؟

نعم أساند ذلك، ولكن الأمر ليس بدعة استحدثها الافريقي..

الأصل في الموضوع برّمّته أن يتفادى كل مسؤول رياضي الصدام مع الهياكل لتفادي كل التأويلات وما ينجرّ عن ذلك..

سأتحدث من موقف شخصي، مثلا حين كنت مسؤولا في 2019 وانتقدت الجامعة حول السوبر الملغى ضد الترجي فاني لم أتوان عن شكر المكتب الجامعي في زاوية أخرى حين لاحظت انها تعاملت بمهنية وحيادية..وهذا الأمر لاقى استحسانا من الجريء نفسه..وهو الأصل في الأمور عادة وليس تملّقا أو تقرّبا لأيّ كان..

لا بدّ من الغاء العاطفة جانبا والتعامل بحرفية ومهنية مع مختلف مكونات المشهد الرياضي.

-لنواصل مع الافريقي، كيف نقرأ موقفك من النزاع مع هلال الشابة وتعليقك على مزاجية توفيق المكشر خاصة انك دافعت عن هذا الفريق سابقا؟

لا أخجل من الاعتراف بذلك، فعلا دافعت عن الهلال ضمن فريق محامين وكان ذلك أمرا مبدئيا وحصل عن قناعة..

ومع ذلك، فانني كتبت منتقدا المكشر وبحدّة كبيرة في تدويناتي مؤخرا وهذا ما بلغه واطلع عليه حتى بعض الأصدقاء من هيئة الهلال..

لا مجال للخلط بين الأمور، لا وجود لواجب تحفظ مع الافريقي ولا أقبل بتقزيم جمعيتي من قبل المكشر أو غيره..هو دخل في صراع مع الجامعة وأراد الزجّ بالافريقي بشكل مجاني في خلاف لا يعنيه..

أنا لا أجامل ولي أصدقاء من الهلال أعلمتهم مباشرة وذكرت لهم أن ما يأتيه المكشر سيجعله في عزلة حتى مع فرق وجهات تضامنت معه سابقا..

– لنبتعد قليلا عن هذه النزاعات، هنالك لوم كبير يستهدف عديد القامات القانونية لكونها اختارت الجلوس فوق الربوة وعدم توظيف خبرتها في المشهد الرياضي؟

صحيح، أشاطرك الرأي، العديد من الزملاء اختاروا الاستقلالية والعمل للحساب الخاص لعدة اعتبارات فيها الذاتي والمادي وحتى لتفادي الشبهات والاتهامات والمآخذات بغثّها وسمينها..

وفي مجمل الأحوال فانه لا يمكن لهذا الاسم أو ذاك فرض نفسه عنوة على الجميع، هنالك مسارات تؤمنها الجامعة ومختلف الهياكل اما بالتزكية أو الانتخاب وتكون حاسمة في هذا الجدل..

– لكن بامكانكم كرجالات للقانون وبفضل قوة الضغط أن تسهموا في حلحلة الأمور وازالة اللبس في عدة جوانب، أليس كذلك؟

في الحقيقة الأمر ليس بهذه المثالية التي تتصورونها،  التوجه العام للدولة في الشأن الرياضي  يمرّر آليا الشعور بالفشل..

ليست هنالك رغبة أو ارادة في تغيير القوانين مع بطولة هاوية وتسيّر بقانون 1969..

الاستثناء الوحيد الذي لمسنا فيه ارادة ورغبة في التغيير هو طارق ذياب..ولكن عدا ذلك لا توجد بوادر لتخطي النفق المظلم..

– في الأثناء هل هذا اقرار منكم بالتسليم والرضوخ، هل من حلول لقطع الموجة السلبية؟

الحلول واضحية وجلية، الجميع يدرك في رياضتنا أن المحاباة هي سيدة الموقف وهي سبب الداء.

وللقطع مع ذلك لا بد من تغيير الاطار القانوني لتسيير الجمعيات والهياكل الرياضية ثم القطع مع مبدأ التطوع في مثل هذه المسؤوليات الرياضية..مما يفرض التفرغ التام وهو ما يفرض المحاسبة والتقييم لاحقا..ثم انه لا بدّ من ردع قوي وعقوبات لكلّ المقصّرين..

– هل أنت متفائل بمصالحة اذن بين الوزارة وبقية الهياكل التي يعتري البرود علاقتها بها؟

دعنا نكون صرحاء، الوزارة هي المطالبة بلمّ الشمل وهي الهيكل الأعلى سلطة ونفوذا وهي ملزمة بالتحرّك ..ولكن الواضح أن ما يحصل ليست الا مناورة وهدنة مؤقتة فرضتها المصالح لا غير..

– سنتحدث في شأن رياضي وقانوني، كيف تقيمّ نهاية البطولة ونزاهتها؟

في الحقيقة المؤشرات تبدو واعدة رياضيا وتدعو للفرجة ولكن بعض المؤشرات القادمة من تقنية “الفار” في عدد من المقابلات أحيت المخاوف مجددا..

بكل صدق فان أقصى ما نرجوه جميعا هو ارساء العدل الكروي وليكن التتويج للأجدر..

– لنمرّ الى المنتخب، ما تقييمك لاختيارات القادري وماهي المآخذ؟

أولا سأعترف بأنني من المعجبين بالقادري وأحترم شخصه ومسيرته كثيرا..

توسمنا خيرا كبيرا في شخصيته التدريبية بعد ما شاهدناه من مؤشرات سابقة، ولكن القائمة الحالية أعادت المخاوف..

دون تجنّي فانني استغربت دعوة صدقي الدبشي وهو أمر مثير للدهشة ويبدو أن الاطار الفني رضخ للهالة الاعلامية الحاصلة..

منتخبنا يستحق الى محاربين ولتكن الكفاءة هي المقياس الأجدر وليست الحسابات الخاصة والاملاءات..وهذه رسالتي للقادري حتى يحصد احترام الجميع..

كلنا ندرك وجود ضغوط من عدة فرق للبحث عن منافع مادية من ترسيم لاعبيها في المونديال لكننا ندعو الناخب الوطني الى فرض العدل الكروي.. 

آخر الأخبار