الرياضية – تونس
يبقى المدرب واللاعب الدولي السابق للنجم الساحلي والنادي الافرليقي فريد شوشان من أبرز الأصوات الحكيمة التي تطرح موقفها بناء على مقاييس موضوعية ومنهجية لا تتّصل بالعاطفة أو التملّق أو حب الظهور والتموقع..
وللغرض استضفنا نجم الزمن الجميل في دفاعات المنتخب خلال مراوحة في استقراء وضعية ليتوال وأهدافه على الأمدين القريب والمتوسط..كما بسط شوشان شرحا للوضع العام لمنتخبنا وكرتنا بمختلف مكوناتها في حوار ندعوكم لاكتشافه على أعمدة صحيفتنا.
– سبق لك الحديث عن ليتوال في منابر شتى، لكن دعنا في تقييم وضعه الرهان خلال مرحلة البلاي أوف ( الحوار أجري قبل مواجهة اتحاد بن قردان)؟
في الحقيقة البداية كانت سيئة خلال مرحلة التتويج ثم شاهدنا في الجولات الفارطة بوادر استفاقة أعتبر شخصيا أن ردة فعل اللاعبين هي من تسببت فيها.قد يكون هنالك توظيف أفضل للمجموعة فنيا من قبل المدرب، لكن على العموم أرى أن المستوى متقارب بين الجميع في كرتنا وعلى لاعبي ليتوال اظهار استحقاقهم الكروي لأنني لا أؤمن بنظرية صغر السن والتبريرات المناسباتية للتغطية على بعض النتائج..
– اذن، في تقييمك ماهي الأولوية في طموحات النجم الساحلي راهنا ؟
أرى أن الهيئة أحق مني بالاجابة عن سؤالك، لكن دعنا نعترف أننا نفتقد سياسة المصارحة في تونس.الأهداف لا تتطابق بتاتا مع الامكانات في كرتنا، ولمجرد فوز فان الجميع بات يتحدث عن التتويج..دعنا من الخيال ولا بدّ من المصارحة علنا بالغايات والأهداف، لأنني أعتبر منطقيا أن كفة اللقب مالت للترجي.
– مادمنا تطرقنا الى الهيئة ، ما تقييمك لبداية مهام ادارة القروي ؟
في الحقيقة أعتبر شخصيا أن مدة 8 أشهر ليست بالفترة الهيّنة في مسار ناد، بكل موضوعية لم نشاهد تطورا كبيرا وهذا مرتبط طبعا بالوضع المادي.الهيئة ومختلف الدوائر في النجم تتهرب من حقيقة ساطعة مفادها أن المال قوام الأعمال وهذا ما يستحقه ليتوال..هنالك ملفات قانونية حارقة وآجال استخلاص قريبة..هذا هو المطلوب عاجلا وعلى الهيئة ايجاد الموارد..
– لكن ذلك ليس من صميم مهام ماهر القروي فحسب، فللنجم حق على أبناءه وأنت منهم أليس كذلك؟
دعنا نفصل بين مختلف الجوانب..ماهر القروي رجل ذكي ويتّقد حبا للنجم وهذا لا شك ولا اختلاف فيه..ولكن الوضع الحالي يحتاج الى رئيس ملياردير وليس الى مجرد أفكار القروي وهو يدرك ذلك جيدا ويعي الوضعية والغايات منذ تقدمه للمهمة..في ما يتعلق بأبناء النادي هنالك ضوابط معينة ولا يمكننا افتكاك القرار من أصحابه.. هنالك وعود أطلقت في بداية العهدة باشتشارة فنية وتواصل مع أبناء النادي ولكن على أرض الواقع لم نر ذلك..
– يعني نفهم أنك تلمح لتقصير من مسيّري النجم تجاه أبناء النادي من الفنيين؟
طبعا هذا موثّق تاريخيا..وغالبا ما يحل أبناء النجم بأسلوب برقي سريع ويرحلون في مسار انتقالي لا غير..ابن النجم محسن حباشة تم منحه حيزا زمنيا للعمل فظفر بالكأس سنة 1981 وترك نواة فريق جيّد..ومنذ ذلك الحين كان مرور أبناء النادي موجزا ومناسباتيا..انظر الى بقية الفرق، فالافريقي منح للعديد من خريجي مدرسته فرصة تولي المقاليد الفنية..ونفس الأمر حصل في الترجي مع صبر أكبر وتوفير لمعايير النجاح عكس ما يحصل في فريقنا..
– لنواصل مع النجم ، هل ترى انه يمكن استنساخ تجربة الانقاذ الحاصلة في الافريقي ماديا؟
صحيح أن ما حصل في الافريقي نموذج يُدرّس يضاف اليه حسن تصرف الهيئة بالضغط على المصاريف، لكن لا بد من الوقوف عن نقطة مفصلية قبل اللقاء اللوم على الجماهير واللاعبين القدامى لتوفير الضخ المادي فالأمر لا يمكن تكراره بالنظر لتفاصيل كل جمعية..هنالك مدعّمون أساسيون في فرق أخرى كالمدب وبوصبيع والسلامي..هذا ما يجب أن يتوفر في ليتوال ثم سنتمم المهمة..
– لنمرّ الى الجانب الفني في بطولتنا..كيف تقيّم النسق بعد تغيير نظام السباق؟
صدقني لم يتغير أي شيء، المستوى تحت المتوسط ونحن لا نملك بطولة ولا نسقا مميزين..ابتدعنا كذبة لنصدقها ومفادها أننا أفضل بطولة وما شابه ذلك.هنالك نسق ضعيف ولّدته عدة أسباب ومنها تردي البنية التحتية وضعف الانتدابات القادمة من خارج تونس علاوة على برمجة مليئة باللخبطة وضعف تحكيمي..أي ما يعني توفر أسباب تتعلق بالجامعة والرابطة ثم ادارة التحكيم فالأندية لتسفر عن هذا المستوى المتردي..ومع ذلك فاننا نخشى الاعتراف ونسعى بكل الطرق للتعتيم عن الحقيقة وتبييض صورة المنظومة الكروية الحاكمة..
– لنكن ايجابيين ولو جزئيا، هل سرّ مردود بعض العناصر نظرك في البطولة؟
للأمانة هنالك بروز نسبي وتفوّق لبعض العناصر حتى وان غاب عنها الاستقرار ومن هؤلاء نذكر الغندري والزدام والشعلالي والعزوني وبن رمضان..هؤلاء لاحوا أفضل من البقية..
– هل تعتبر أن هذا التدني في المستوى يؤدي آليا لمنح الأولوية لمزدوجي الجنسية في منتخبنا ؟
لا هذه سياسة للتنويم يعتمدها رئيس الجامعة وللتدليل على أنها مقاربة خاطئة هو ما قدمه العيفة والشعلالي وبن حميدة خلال البطولة العربية ..هنالك هالة من المحللين والاعلاميين من المحيطين بالجريء اختصوا في تبييض أداء مكتبه وتضخيم أي خطوة ومنها استقدام بعض الوافدين من أوروبا..نحن نرحب بهم في بلدهم تونس ولكن لتكن الكفاءة والجاهزية هي المقياس للمفاضلة بين المحليين والوافدين من أوروبا..هذه الاختيارات تقتل الطموح لدى لاعبي بطولتنا ولا بد من كشفها للعلن..شخصيا أستغرب الهالة التي رافقت قدوم رامي كعيب رغم ان الغالبية لم تشاهده أو الاصرار على تمجيد مردود دراغر والحال انه يلعب لتفادي النزول في بطولة سويسرا..
– على ذكر الوافدين وكذلك الانتاج المحلي، من هو اللاعب الذي تعتبره شبيها لك في الأداء خلال الجيل الحالي ؟
صراحة أرى نفسي في شخصية منتصر الطالبي كرويا وهو يبهرني بهامش التطور الذي اكتسبه..لاعب هادىء ورصين ويدرس قرارته جيدا داخل الملعب وخارجه وهو قادر على خط مسيرة مميزة حتى بعيدا عن محطته الروسية الحالية اثر نزول الفريق.
لنختم بجانب شخصي ، لماذا باتت تجاربك نادرة في تونس وتفضّل العمل خارجها ؟
لا أدعي البطولة ولكن في الحقيقة أرى أن المناخ غير ملائم للمدرب حتى يعمل وفق قناعاته..منذ سنة 2015 لم أخض تجارب عديدة في تونس باستثناء نادي منزل بوزلفة وأعتبر نفسي وفقت في مهامي ولو نسبيا..سأكون صريحا، العمل في تونس يستوجب التقرب لبعض الأنفار والتودد اليهم واستعطافهم سرا وعلانية في المنابر الاعلامية وأنا لا أمتهن هذه الأساليب..أملك رصيدا كرويا وفكريا وجملة مبادىء تمنعني من ابداء مثل هذه التنازلات..وعلى المجمل أنا سعيد بتجاربي الخارجية وأغلبها في الدوري المغربي وهنا أني أتدارس مقترحات جديدة من بطولات عربية سأفصل فيها قريبا..
صدر هذا المقال بالنسخة الورقية بتاريخ 23 ماي 2022