الرياضية – مراد الربيعي
يعتبر صبري جاب الله من المدافعين المهمين في تاريخ النادي الإفريقي الذي لعب له لمدة خمس سنوات وكذلك المنتخب الوطني الذي لعب فيه سبع سنوات كاملة ومع ارتباطه بهما الاثنين ومع ما يمران به الآن كانت فرصة ليكون حوار الأسبوع مع جاب الله ليجيب على عدة أسئلة ومحاور مختلفة.
بداية، أين هو صبري جاب الله في المشهد الرياضي؟
أنا اليوم مدير فني لشبان مستقبل المرسى وفي نفس الوقت لدي شركة أهتم بها.
كيف عدت للمرسى بعد تلك الحادثة الشهيرة عندما كنت مدربا للفريق؟
نفس الرئيس الذي حصلت معه الحادثة هو من اعمل معه اليوم وهو من طلب مني العودة حيث جلسنا ووضعنا النقاط على الحروف وكان الخيار الأنسب هو أن أعود لأصبح مديرا فنيا للشبان وبالعكس بنينا على ما حصل للمستقبل وتقدمنا بمشروع إعادة بناء بدأت تظهر ثماره اليوم ونتمنى أن نواصل التقدم.
ألا تطمح في الصعود لمستوى أعلى في مسيرتك التدريبية والتدريب في الرابطة الأولى؟
دربت في الرابطة الثانية ثم انقطعت قليلا وأنا لدي كل الشهائد اللازمة ولدي ثقة في إمكاناتي واطمح طبعا لكي أصل لبعيد وتكون الإدارة الفنية في مستقبل المرسى بوابة لي لتحقيق ما أربو إليه.
ألم يعرض عليك أحد أن تدرب شبان النادي الإفريقي؟
في الحقيقة لا، النادي الإفريقي فريق أحبه كثيرا ولعبت فيه سنوات جميلة لكن فريقي الأم مستقبل المرسى يستحقني اليوم أكثر مما يستحقني النادي الإفريقي.
هل ابتعدت عن النادي الإفريقي؟
أنا منذ خروجي في 2001 لم أقترب من جديد حتى أبتعد فقد كانت لي تجارب مختلفة بعدها كلاعب ثم كمدرب وانشغلت في الحصول على شهائدي وخوض تجارب تدريبية حتى وصلت إلى الإدارة الفنية لمستقبل المرسى لكن لم لا؟ قد أعود يوما للعمل مع النادي.
ألا يزعجك ألا يتم الاستعانة بك وأنت أحد من تركوا بصمتهم في تاريخ النادي؟
لا يزعجني ذلك بل أتمنى التوفيق لكل من يعمل في هذا المجال الذي يبقى مفتوحا للجميع وهناك أناس لم يلعبوا كرة القدم لكن لديهم شهاداتهم ويقومون بعمل كبير وشرفوا تونس في الخارج.
لا يعني أن تكون لاعبا قديما أن لديك أولوية بل الأخلاق والعمل والنتائج هي ما يجب أن تكون المقياس ويجب نسيان كوني كنت لاعبا قديما في النادي الإفريقي ودوليا لأن المرحلة الحالية مختلفة أتعلم فيها يوما بعد يوم وأسعى للتقدم وعندما يحين موعد العودة للنادي الإفريقي سأعود بإمكاناتي التدريبية لا لكوني مجرد لاعب سابق.
أنا لا يهمني من يعمل في النادي الإفريقي المهم أن يعود الفريق لمكانته كفريق منافس على الألقاب محليا وقاريا.
كيف تقيم وضعية الفريق الأول لكرة القدم؟
هذا الموسم هو أول موسم فيه استقرار حقيقي بعد سنوات من التخبط المالي والإداري حيث يوجد استقرار فني مع منتصر الوحيشي وأتمنى أن يتواصل هذا لأنه ليس سهلا إعادة فريق شاب كان يعاني ماديا والسباحة ضد التيار ويبقى الجمهور هو نقطة قوة النادي وسبب بقاء النادي في الصفحات الأولى وفريق بذلك الجمهور لا يمكنه إلا أن يعود لمجده القديم.
الانتقادات ضد منتصر الوحيشي هل تراها مبررة؟
هناك انتقادات بريئة وأخرى وراءها خلفيات لكن الانتقادات عادية فأي مدرب حقائبه دائما جاهزة لأنه سيرفع على الأعناق عند الانتصارات ويتم تحميله مسؤولية الخيبات والوحيشي أعتقد أنه يدرك هذا جيدا كما أن ما فعله الموسم الماضي ليس سهلا وليس في متناول أي كان ويؤكد أن للرجل أفكارا تدريبية.
لو توفرت إمكانيات الجيل الحالي لجيلكم هل كنت تقدمون أكثر مما قدمتموه؟
الإمكانيات تختلف بين جيل وآخر فاليوم الحديث عن الأموال بينما في وقتنا كانت الأموال قليلة لكن كافية في تلك الفترة وهنا لا أتحدث عن الجميع بل عن اللاعبين الدوليين والمعروفين بينما هناك آخرون ظلموا لا يتحدث عنهم أحد اضطروا لشغل أعمال أخرى بل اعتزال كرة القدم لأنهم لن يجمعوا شيئا في مسيرتهم.
هنيئا للاعبين الحاليين بالقيمة المالية التي وصلوا إليها لكن المهم هو حسن التصرف بعد الاعتزال لأن كل البهرج والأضواء سيختفي من حول اللاعب وسيجد نفسه وحيدا وعليه أن يعرف كيف يستثمر أمواله حتى لا يقع في أخطاء وقعنا فيها نحن ويجد صعوبات في حياته بعد ذلك.
كيف ترى قائمة المنتخب لمباراتي مالي ؟
في الحقيقة لم أر القائمة كاملة حتى وقت إجراء هذا الحوار لكن سمعت عن بعض الأسماء وأتمنى أن يستطيع جلال القادري أن يحقق حلم التونسيين ويقودنا لكأس العالم.. ما أستطيع الحديث عنه هو الطريقة التي أقيل بها منذر الكبير وتوقيت ذلك وهو ما لا يحدث في دول أخرى ولا نراه سوى في تونس.
من هو أحسن مدرب بين موجة المدربين الصاعدين حاليا؟
في تونس أحسن مدرب هو من يحقق أحسن نتائج بينما في المفهوم العالمي الأمر يختلف فالمدرب الأفضل هو من يعرف كيف يسطر مسيرته وقراراته ولا يبيع مبادئه، وفي نظري دون ذكر أسماء أحسن مدرب هو من يفرض نفسه في فريقه ولا يخضع للاملاءات.
من هو أفضل لاعب في البطولة المحلية؟
لا يوجد فرق بين اللاعبين كلهم في المعدل أو فوقه بقليل والوحيد والذي يبدو أفضل منهم قليلا هو محمد علي بن رمضان وهو أحسن لاعب في نظري بينما البقية كلهم متقاربون جدا.
ما هو حسب رأيك سبب سيطرة الترجي محليا؟
الترجي تملك الاستقرار الإداري.. البطولة هي أموال وحسن تصرف وتدبر وخبرة لا توجد عند كل الفرق.. هناك أيضا قيمة رئيس النادي الذي يعرف كيف يتصرف في الأزمات قبل الأوقات الجيدة ويعرف كيف يحمي مدربه وهذا رأيناه مع معين الشعباني في الترجي وكيف تم الصبر عليه وحقق إنجازات وهذا ليس صدفة والترجي فريق كبير وراءه رئيس كبير.
الجدل حول التحكيم هل تراه مبررا؟
مبرر وله ما يدعمه وأنا اليوم اعمل مع الشبان وأرى أشياء غريبة من الحكام ولا أفهم صراحة كيف لحكام أن يدخلوا المباريات ولهم حساباتهم ويخضعوا لاملاءات الكواليس لكن هناك طبعا حكام جيدون أيضا.
الإدارة الفنية والجامعة هل تراهما منفتحين على اللاعبين القدامى؟
المشكل أن كل المنظومة يجب أن تتم مراجعتها، فاللاعبون القدامى الذين يملكون الشهادة والإمكانات التدريبية متوفرون ولديهم تجربة كبيرة كلاعبين عاصروا الانتصارات والنكبات وكل الظروف لكن يتم تحاشي الاعتماد عليهم حتى في الأندية ويريدون أن تبقى أفكارهم مدفونة مطمورة لأنها لا تلائم سيطرة الرئيس وتفضح محدودية أفكاره والمسؤولون اليوم يخافون من اللاعبين القدامى ويفضلون الاعتماد على أناس لا علاقة لهم حتى تبقى لهم السيطرة والقرار الكامل والحكم ويتدخلوا كما يشاؤون لذلك يستعينون بمدربين يمكن التدخل في خياراتهم لذلك تجد ذلك المدرب يتنقل في الموسم بين ثلاثة وأربعة فرق لأن الرئيس يتخلى عنه متى أراد بما انه هو المدرب الحقيقي وليس المدرب.
اتهموك بأن كنت قاسيا على سليم شيبوب عند حديثك في ذكرى وفاة الهادي بالرخيصة فما ردك؟
عاصرت سليم شيبوب في التسعينات وعلاقتي به عادية وليس لدي مشكل معه لكن بالرخيصة كان مثل أخي وتربينا مع بعض واعرف جيدا ما كان يقوله لي حول سليم شيبوب والترجي بصفة عامة بقطع النظر عن النادي الذي يبقى كبيرا لكن الحديث حول شخص وعلاقته بشخص آخر توفي.. لدي علاقات جيدة مع لاعبي الترجي القدامى واحترم الفريق واجد كل الترحاب عندما أذهب مع الشبان لحديقة حسان بلخوجة لكن أنا تحدثت عن المشاكل التي كانت بين بالرخيصة وشيبوب وقالها لي بنفسه ثم حدثت المأساة وتوفي بالرخيصة وهو ليس سعيدا ولا يجب تغطية عين الشمس بالغربال ونفس الكلام قاله لي والد بالرخيصة الذي توفي هو الآخر رحمهما الله.