الرياضية – هاني إبراهمي
تتواصل ردود أفعال الهياكل الرياضية الدولية بخصوص الغزو الروسي لأوكرانــيا، اذ لجأت الهيئات الرياضية العالمية إلى فرض عقوبات على الرياضة الروسية مما وضعها تحت حصار تام وأصبحت مهددة بالخروج من خارطة الرياضية العالمية في صورة تواصل عدوانها العسكري على جارتها.
ولطالما مثلت استضافة روسيا للأحداث الرياضية أدوات ناعمة لتحسين صورة روسيا عالمياً وزيادة شعبية بوتين داخليا، غير أن غزو أوكرانيا غيّر كل شيء وجعلها تقبع في حصار مشدد.
حصار على روسيا بواسطة اللعبة الأكثر شعبية في العالم
وأصدر الاتحادان الدولي (فيفا) والأوروبي (يويفا) لكرة القدم، بياناً مشتركا في الأيام الفارطة بإيقاف منتخب وأندية روسيا من جميع المسابقات حتى إشعار آخر بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث لن يتمكن المنتخب الروسي بالتالي من خوض الملحق الأوروبي المؤهل إلى مونديال قطر 2022 ضد بولندا، علماً بأنه كان سيستضيف مباراة الذهاب في 24 مارس المقبل.
كما لن يتمكن منتخب السيدات أيضاً من المشاركة في كأس أوروبا المقررة في إنقلترا في جوان القادم وتم أيضاً استبعاد نادي سبارتاك موسكو، الممثل الوحيد لروسيا في المسابقات الأوروبية، وتحديداً من الدوري الأوروبي.
وأعلن اليويفا فض شراكته بشكل فوري مع عملاق الغاز الروسي “غازبروم” أحد رعاته الرئيسيين منذ سنة 2012، وقدرت قيمة العقد بـحوالي 40 مليون أورو سنوياً، وكانت تغطي تكاليف دوري أبطال أوروبا والمسابقات الدولية التي ينظمها «يويفا»، إضافة إلى كأس أمم أوروبا التي تستضيفها ألمانيا في العام 2024.
كما أصدر الاتحاد الأوروبي للعبة ثلاث قرارات فورية لتقييد ومعاقبة كرة القدم الروسية حتى إشعار آخر، حيث منع منتخبات كرة القدم الروسية من خوض مبارياتها على أراضيها ولن يحق لأي منتخب روسي أن يحمل اسم روسيا في أي مسابقة دولية، وسيتم استبداله باللعب تحت مسمى”اتحاد روسيا لكرة القدم”، وسيمنع رفع العلم الروسي أو عزف النشيد الوطني الروسي في أي مباريات لمنتخبات أو أندية روسية.
وقرر اليويفا سحب تنظيم المباراة النهائية للنسخة الحالية من دوري أبطال أوروبا من روسيا، ونقلها إلى العاصمة الفرنسية باريس، بعد أن كان من المقرر أن يستضيف ملعب “غازبروم أرينا” في مدينة سانت بيترزبورغ الروسية، المباراة يوم 28 ماي المقبل.
من جهة أخرى، فقد أعلن الاتحاد البولندي لكرة القدم، رفضه بيان الفيفا وطالب باستبعاد روسيا من مرحلة الملحق النهائي المؤهل لكأس العالم 2022 بما أنها لن تواجه روسيا في مرحلة الملحق يوم 24 مارس المقبل، بعد أن أوقعتهما القرعة معاً.
وتواصلت خلال الأيام الأخيرة حملات مقاطعة روسيا، حيث أعلنت بولندا والسويد والتشيك أنها لن تواجه المنتخب الروسي في التصفيات، وقال الاتحاد الإنقليزي لكرة القدم إن منتخبه الوطني لن يخوض أي مباريات ضد روسيا في المستقبل القريب مادامت الأزمة متواصلة.
حظر شامل في رياضات فردية وجماعية أخرى
وبالإضافة إلى كرة القدم، وهي اللعبة الاكثر شعبية في العالم، فقد قررت اللجنة الأولمبية واللجنة البارالمبية فرض حظر شامل على الرياضيين من روسيا وروسيا البيضاء بشكل فوري ويشمل ذلك ألعاب بكين لذوي الاحتياجات الخاصة والألعاب الاولمبية المقبلة إلاّ أن اللجنة الأولمبية الروسية عارضت بشكل قاطع قرار اللجنة الدولية وقالت إنه “يتعارض مع الوثائق التنظيمية للجنة الأولمبية الدولية والميثاق الأولمبي”.
واتخذت العديد من الاتحادات الرياضية الدولية تدابير صارمة بحق روسيا تفرض بها حظرا كليا من المشاركة في أي تظاهرة رياضية مقبلة مثل رياضات التزلج، البياتلون، هوكي الجليد، الرقبي، الملاكمة والسباحة، كما أنه في الكرة الطائرة، أعلن الاتحاد الدولي سحب بطولة العالم المقرر اقامتها موفى شهر أوت المقبل من روسيا.
وفي رياضة ”الفورميلا وان” قررت اللجنة المنظمة لبطولة العالم لسباقات هذه الرياضة إلغاء سباق جائزة روسيا الكبرى في العام الحالي الذي كان من المقرر أن يقام في حلبة “سوتشي” في 25 سبتمبر المقبل، لكن القائمين على تنظيم البطولة أكدوا استحالة إقامة السباق في ظل “الأوضاع الحالية”.
هذا كما أعلن الاتحاد الدولي للجيدو منذ أيام قليلة تعليق الرئاسة الفخرية لرئيس روسيا فلاديمير بوتين، ومنصبه كسفير للاتحاد، رداً على غزو روسيا لأوكرانيا.
وفي التايكوندو، جرّد الاتحاد الدولي بوتين من الحزام الأسوَد الفخري، الممنوح له منذ سنة 2013، معتبراً أن تصرفات موسكو تتعارض مع رؤية رياضة التايكوندو التي تقوم على شعار: “السلام أغلى من الانتصار”.
كما ألغى الاتحاد الدولي للسباحة مباراة في الدوري العالمي لكرة الماء في مدينة سانت بيترزبورغ الشهر المقبل، كما ألغى بطولة للسباحة التوقيعية والغطس في كازان التي كانت مقررة في أفريل القادم.
وناشد الاتحاد الأوكراني للتنس، الاتحاد الدولي، باستبعاد روسيا وروسيا البيضاء من المنظمة بصورة فورية لكن الرد لم يأت حتى الآن.