20.9 C
تونس
23 نوفمبر، 2024
غير مصنف

دوزان فلاهوفيتش.. عريس السيدة العجوز الجديد وغازي ساحة الهدافين العالميين

الرياضية – هاني إبراهمي

شهدت الملاعب الإيطالية في الفترة الأخيرة تألقا منقطع النظير للمهاجم الصربي دوزان فلاهوفيتش بقميص فريقه الجديد جوفنتوس الذي انضم إليه في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة قادما من فيورينتينا في صفقة كلفت إدارة السيدة العجوز مبلغ 70 مليون أورو بالإضافة لمتغيرات أخرى.

ولم يتجاوز فلاهوفيتش الـ22 ربيعا لكن تميزه ليس وليد هذا الموسم، بل أنه انطلق كالصاروخ نحو تسجيل الهدف تلو الآخر منذ الموسم الفارط مع فريق مدينة فلورينسا، حيث شارك في 37 مباراة وسجل 21 هدفا، بينما سجل الموسم الجاري 17 هدفا مع الفيولا و 3 أهداف مع اليوفي إلى حد الآن.

إصرار منذ الطفولة وانفجار في الشباب

ولد فلاهوفيتش في العاصمة الصربية بلغراد في الثامن والعشرين من شهر جانفي لسنة 2000 وكانت معاناة عائلته من الحروب في صربيا أمرا حتميا، فهو كطفل وُلد في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، فقد عانى من اضطرابات ما بعد الحرب في البلقان، وغيَّر والداه مكان إقامتهما عدة مرات فرارا من الأحداث، إذ كان فقدان شقيقه الأكبر بمثابة ضربة قاسية  ومروعة له، ولكن كان ذلك كل ما احتاج إليه اللاعب ليحاول جعل عائلته فخورة به.

و بدأ فلاهوفيتش ممارسة لعبة كرة القدم منذ أن كان تلميذا في مدرسة ألتينا زيمون وتدرج في الفئات السنية هناك ، حيث تنافس في مع اللاعبين الأكبر منه سنًا وهو ما جعله ينتقل لنادي بارتيزان بلغراد الشهير سنة 2014، ثم خير الفريق الصربي تقديم أول عقد احترافي له في صيف 2015، لكنه واصل خوض المباريات مع الفريق الثاني.

وكرَّس فلاهوفيتش نفسه للوصول إلى أعلى مستويات هذه اللعبة، “أنا زلاتان بلغراد، وسألعب لأكبر الأندية”، هكذا كرَّر دوزان تلك الجملة في التدريبات أسبوعيا لزميله في بارتيزان “فاليري بوجينوف”، بينما كان الأخير يصفه بالمجنون، ومع مرور الأيام تبين لكل المقربين منه أن هذا اللاعب لا يعرف المستحيل وله قدرات عالية من التصميم والعزيمة والإصرار الذين تميز بهم منذ طفولته.

وفي بداية عام 2016، انضم فلاهوفيتش إلى الفريق الأول لبيرتيزان بلغراد تحت قيادة المدرب إيفان توميتش وحصل على القميص رقم 9 منذ ظهوره لأول مرة في البطولة الصربية وتحديدا يوم 21 فيفري 2016 ضد نادي “أو إف كيه بيوغراد”، كأصغر لاعب في تاريخ بارتيزان في ذلك الوقت، لكن بعدها مباشرة، ودون أن يحصل على الوقت الكافي لاستيعاب ما حدث، وجد ابن مدينة بلغراد نفسه يشارك في المباراة التالية في ذلك الموسم ضد “ريد ستار”، ويكون بذلك أصغر لاعب في تاريخ “الدربي العنيف” بعمر 16 عاما فقط.

وواصل فلاهوفيتش تألقه المميز في صربيا مع بارتيزان بلغراد الذي تطور فيه بشكل لافت وكان مطمحا لأندية عديدة في ذلك الوقت كأرنسال وأندرلخت وحتى جوفنتوس، ليوقع بعد ذلك على عقد انتقاله إلى فيورينتينا تزامنا مع عيد ميلاده الثامن عشر وكان ذلك تحديدا يوم 28 جانفي 2018، فاختار ارتداء القميص رقم 18.

وفور وصوله إلى مدينة فلورنسا، أخبره مدرب الفريق السابق “ستيفانو بيولي” بأنه لن يستطيع منحه الكثير من الدقائق ففضَّل دوزان اللعب مع الفريق الثاني، على أن يكون محسوبا على الفريق الأول بدون مشاركات، فسجل مع رديف فيورنتينا 20 هدفا ليفرض نفسه لاعبا للفريق الأول في موسمه الثاني هناك وهو موسم 2019-2020.

وتزامن وجود فلاهوفيتش في الفريق الأول للفيولا مع تغيير 4 مدربين لسوء النتائج، بالإضافة إلى رحيل نجوم الفريق كفيدريكو كييزا، الذي انتقل إلى يوفنتوس بعد موسم واحد رفقة فلاهوفيتش، ولكن رغم ذلك فقد استطاع الصربي أن يحمل الفريق على عاتقه ويكون هدافه الأول دون منازع.

تفوقٌ على الكبار ومواصفات عالية الجودة

ونجح دوزان في إنهاء العام المنصرم برصيد 33 هدفا في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، مُعادِلا كريستيانو رونالدو الأكثر تسجيلا في عام واحد في إيطاليا، ووصيفا لروبرت ليفاندوفسكي، الأكثر تسجيلا في 2021 في الدوريات الكبرى، ومُتفوِّقا على الجميع، بمَن فيهم إيرلينغ هالاند وكيليان مبابي وليونيل ميسي ونيمار وغيرهم، لكن إدارة نادي فيورنتينا خيرته بين التجديد أو الرحيل لتبقِّي عام ونصف في عقده، فكان الرحيل إلى حضن السيدة العجوز.

أما على المستوى الدولي، فقد خاض فلاهوفيتش أول مباراة بقميص منتخب بلاده يوم 11 أكتوبر 2020 أمام منتخب المجر في مسابقة دوري الأمم الأوروبية وانتهت بهزيمة صربيا بهدف لصفر، ليصل حتى الآن إلى 14 مباراة مع المنتخب سجل خلالها 7 أهداف، أي بمعدل هدفين كل مبارتين اثنين.

وعلى غرار مسيرته الاحترافية المليئة بالأرقام المبهرة، فإن فلاهوفيتش كان دائم الحصول على إطراء وإشادة المتابعين لكرة القدم الأوروبية عموما والإيطالية بشكل خاص، وطبعا هذا ليس من باب المجاملة، حيث يجمع أغلبهم أن النضج الذي تتسم به شخصية دوزان قد انعكس على أدائه فوق أرضية الميدان، فهو يؤدي كما لو كان لاعبا مخضرما رغم أنه لم يتجاوز الـ22 ربيعا حتى الآن. وقد اختار المهاجم الصربي اللعب ليوفنتوس، الذي يبدو الخيار الأمثل بالنسبة إليه حاليا، فمن الأفضل له أن يلعب في دور وثقافة كروية قد برز بها في تلك السن الصغيرة، تماما كما فعل كيليان مبابي قبل 5 سنوات حينما فضَّل البقاء في فرنسا ومقاومة المُغريات الخارجية للحفاظ على مسار نموه بعيدا عن المفاجآت وايرلينغ هالاند أيضا الذي اختار الانتقال لبوروسيا دورتموند لمنح نفسه وقتا أكثر للتطور وبلوغ هدفه الأساسي.

آخر الأخبار