31.9 C
تونس
20 سبتمبر، 2024
غير مصنف

أحمد العجلاني: وضعية النجم الساحلي صعبة.. مستعد للمساعدة ولم أشعر بوجود فيتو من رضا شرف الدين ضدي.. غادرت تونس لأن الجميع يريد الانتصار بالتحكيم والعنف وكل الطرق

الرياضية – مراد الربيعي

عاد المدرب صاحب الخبرة الكبيرة أحمد العجلاني للواجهة مؤخرا بعدما أصدر كتابا في حدث لا نراه كثيرا في كرة القدم التونسية وكان ذلك فرصة ليكون لنا حوار مطول مع العجلاني للحديث حول بعض النصائح التي يحتويها كتابه وللتطرق طبعا عن محاور أخرى مهمة مثل فريقه الأم النجم الساحلي والكرة في تونس والمنتخب الوطني.

في البداية، لو تقدم لنا بسطة عن محاور كتابك الذي نشرته؟

يتحدث طبعا عن مسيرتي منذ كنت في أصناف الشبان ثم مروري بالنادي الإفريقي والنجم الساحلي ومسيرتي كمدرب في الخليج والمغرب والتجارب التي اكتسبتها والتي حاولت في جزء من الكتاب أن انقلها للاعبين الشبان والمدربين الصاعدين وحتى للمسؤولين وكيفية التعامل مع اللاعبين والنجوم. ركزت على تقديم نصائح للاعبين الصغار وتبليغهم أن كرة القدم هي أسلوب حياة وانضباط تام خارج وداخل الملعب ومثابرة وتضحيات لأن كرة القدم ليست وردية دائما واللاعب الشاب عليه أن يدرك ذلك وأن يسعى ليكون أفضل كل يوم ويطور من نفسه.

هل تقصد أن هذه الصفات ليست موجودة في اللاعبين التونسيين؟

نعم فعلا هي موجودة لدى قلة قليلة جدا منهم وهم من نجحوا في مسيرتهم بينما هناك لاعبون كانت لديهم إمكانات كبيرة لكن طموحاتهم صغيرة أو لا يريدون التضحية لأن الإمكانات وحدها لا تكفي ورونالدو وميسي لو أنهما اكتفيا بما يملكانه من فنيات لما سيطرا على قمة الكرة العالمية لسنوات طويلة.

هل لهذا لا نملك محترفين تونسيين ناجحين؟

نعم لأن اللاعب التونسي لا تتم تربيته على ذلك ولا تزرع فيه عقلية الطموح والعمل والتضحية ويعتبر ايمن عبد النور وكريم حقي استثناء ومثالا على ما أقوله لأنهما نجحا في المواصلة في الاحتراف بفضل العقلية التي يمتلكانها.

هل صحيح أنك وجهت نقدا للمدربين الشبان وبحثهم عن المال قبل تطوير مسيرتهم؟

هذا صحيح وشخصيا عندما ابحث عن مدرب مساعد يعمل معي ويسألني قبل كل شيء عن الراتب الشهري أصرف النظر عنه وأعتبر أنه لا توجد فائدة منه لأن المدرب عليه أن يصنع اسما ثم بعد ذلك ستأتي الأموال وذلك لن يكون سوى بحب مهنة التدريب والتعامل معها على أنها شغف ومحاولة التعلم والتطور كل يوم والاطلاع على كل فكرة جديدة لكي يصبح المدرب مبدعا ثم بعد ذلك يأتي المال عكس ما يحصل الآن.

عدم وجود مدربين آخرين كتبوا مؤلفات عكس ما نراه في أوروبا مثلا هو له علاقة بالمستوى الأكاديمي لدى المدربين التونسيين؟

هذا سؤال صعب وفعلا لازلت حائرا تجاه هذه المسألة فهناك عدة مدربين لهم تجربة أكبر من تجربتي وحققوا عديد الألقاب وكان يمكنهم نقل عصارة تجربتهم وهذه فرصة معكم لأوجه رسالة لهؤلاء وأطلب منهم النسج على منوالي وافادة الكرة التونسية والمدربين الشبان بعصارة تجربتهم حتى يقتفوا أثرهم.

غادرت تونس في 1997 ولم تدرب فيها منذ ذلك التاريخ.. لماذا؟

هو اختيار مني لأن الكرة أصبحت صعبة والكل يريد إما الانتصار أو الانتصار أو الانتصار فقط بكل الطرق بالحكام والعنف لذلك غادرت في اتجاه عقلية أخرى تتمحور حول القتال لآخر لحظة من أجل الانتصار ثم بعد صافرة الحكم تصافح المنافس وإذا انهزمت تتقبل ذلك وتعمل على إصلاح أخطائك.

هل يمكن القول إنك “وجدت قدرك” في الخليج؟

هذا مؤكد جدا ويمكن سؤال أي كان في الخليج وفي كل مكان دربت فيه وفي السعودية كنت أول من قدم ياسر القحطاني ومحمد السهلاوي وسعود كريري للجمهور وآمن بهم واصبحوا نجوما كبارا في آسيا كما ساهمت في بروز عدة لاعبين اخرين.

كيف تصف حال الكرة التونسية؟

حال الكرة التونسية صعب جدا ولو كنت مسؤولا لسعيت قبل كل شيء لإصلاح الملاعب والتحكيم لأنه لا توجد كرة قدم دونهما ولا يعقل أن لا نملك حكاما دوليين كبار كما أن هناك مشكلة عقلية في جميع الرياضات ورأينا في نهائي البطولة العربية لكرة السلة كيف فقد اللاعبون اعصابهم في نهاية المباراة وركزوا مع الحكم أكثر من تركيزهم مع اللعب وهذا يؤكد أن هناك حالة عامة من عدم الثقة في التحكيم وعقلية خطيرة ترسخت.

من هو المسؤول عن هذه الحالة؟

الجميع مسؤولون والمسؤولية جماعية من اللاعبين والمدربين والمسؤولين والجماهير.. الكل يريد الانتصار مهما كانت التكاليف وبكل الطرق المشروعة وغير المشروعة.

وماذا عن مسؤولية الجامعة ورئيسها؟

لديهم مسؤولية مهمة في هذا لكن كرة القدم في الأندية قبل كل شيء وحالة الأندية تحدد حال الكرة تماما كما أن حال الفرق يحدد حالة المنتخب فعندما تكون الفرق جيدة يكون حال المنتخب جيدا وتكون نواته من لاعبي الفرق التونسية وهذا الذي يفترض أن يكون عليه الحال.

هذا يحيلنا إلى موضوع الاعتماد في المنتخب على اللاعبين المتكونين في أوروبا.. ما رأيك في هذا؟

هو توجه خاطئ بالنسبة لي.. اعتقد أن العمود الفقري للمنتخب يجب أن يكون من الفرق التونسية الكبرى مع لاعبين من الفرق الأخرى وبعض المحترفين وهنا تتحمل الأندية المسؤولية لأنها لم تعد تعطي الفرص للشبان بسبب البحث عن النتيجة الآنية ولم تعد لديها مشاريع للمستقبل وهذا خطأ لأن الشبان هم من يضخون دماء جديدة في الفرق وبالتالي المتتخب.

ما رأيك في نتائج المنتخب في البطولة العربية وكأس أمم إفريقيا؟

في البطولة العربية كانت النتيجة جيدة رغم أننا لم نكن نتوقع الوصول للنهائي خاصة بعد الوجه الذي ظهرنا به في المباراة الثانية أما في كأس أمم إفريقيا فرأينا جزئيات غريبة وتسيبا تسبب في إصابة أغلب اللاعبين والاطار المرافق بكورونا وهذا يستوجب إيجاد مكمن التقصير أما النتيجة فكانت عادية مثل كل مشاركة سابقة ولا يوجد إنجاز أو فشل وهذا طبيعي لكرة تعتمد على الدفاع والانتظار في الخلف والتي لا تعتبر كرة مستقبل ولا يمكن أن نصل بها بعيدا لأنها ليست كرة القدم الحديثة فمنتخبنا عندما يغيب عنه مهاجم واحد يتوقف تماما.

كيف تحكم على تعيين جلال القادري؟

أولا اتمنى له التوفيق، ثانيا طريقة إقالة منذر الكبير لم تعجبني بتاتا إذ كان يجب انتظار عودته الى منزله وعائلته ثم استدعائه بعد يومين أو ثلاثة وطلب تقرير مفصل وبعدها يمكن إبلاغه بقرار تغييره ويقف الأمر هنا.. وثالثا جلال القادري رغم أنه لن يجد الوقت الكافي للتحضير ومهمته صعبة إلا أن اللاعبين يعرفونه ويحترمونه وهذا عامل مهم ثم إننا ورغم أننا قدمنا مباراة سيئة ضد مالي في الكان إلا أننا لو سجلنا ضربة الجزاء لتعادلنا معها ولا أعتقد أننا سنقدم وجها أسوأ من تلك المباراة وبالتالي فالعبور في المتناول وهو مهم جدا للكرة التونسية ومستقبلها.

ألم يحز في نفسك عدم التفكير في الاعتماد عليك في فريقك النجم الساحلي؟

لا لم يحز في نفسي وليست لدي أي ضغينة تجاه هذا الأمر وأنا إبن النجم الساحلي دائما ومستعد لمساعدته متى تمت الاستعانة بي مع الرئيس الحالي ومع أي رئيس آخر.

يقال إن رضا شرف الدين كان دائما معترضا على اسمك فما رايك؟

لم يصلني هذا الشعور ولم أشعر بوجود فيتو من رضا شرف الدين وعلاقته به جيدة وحتى في تقديم كتابي استدعيته كما استدعيت عديد الرؤساء السابقين ورجال النجم وكلهم تجمعني بهم علاقة احترام متبادل.

ما رأيك في وضعية فريق الأكابر؟

وضعية صعبة للغاية خاصة مع وجود مشاكل مالية كبيرة وديون وخطايا تجعل الرئيس يركز عليها قبل أي شيء آخر والامر يحتاج تكاتفا ووقتا وصبرا يعود بعدهم النجم إلى مكانه الطبيعي.

آخر الأخبار