الرياضية – مراد الربيعي
انتهت مغامرة المنتخب الوطني الأول لكرة القدم في كأس الفيفا للمنتخبات العرب بعد الوصول للنهائي لتبدأ بعد أيام مغامرة جديدة في كأس أمم إفريقيا التي يدخلها المنتخب كأحد المرشحين وبين هذا وذاك كانت فرصة للرياضية ليكون حوار هذا الأسبوع مع المدير الفني للجامعة التونسية لكرة القدم الصغير زويتة لتقييم مشاركة كأس العرب والحديث عن المشاركة في الكان ومحاور أخرى تجدونها في هذا الحوار.
كيف تقيم كمدير فني للجامعة مشاركة المنتخب في كأس العرب؟
كانت مشاركة إيجابية للغاية حسب تقييمي فأن تكون وصيف البطل معناه أنه لولا بعض الجزئيات الصغيرة لكنا أبطال العرب حيث كان هناك جهد إيجابي من الإطار الفني والمجموعة وإن كانت هناك أخطاء كأي دورة ونقاط يجب تطويرها واصلاحها لكن البطولة كانت ناجحة أدخلت الفرحة لقلوب التونسيين وشكلت أفضل فرصة لتطور مستوى بعض اللاعبين ولاكتشاف أسماء جديدة.
الجزئيات التي تحدثت عنها هل كانت سبب خسارة النهائي وخاصة تأخر التغييرات؟
ليس بالضرورة فأي نهائي ضد أي منتخب يلعب على جزئيات ونحن كنا أفضل من المنتخب الجزائري فنيا وبدنيا لكن في النهاية ”المتفرج فارس” كما يقال.. المدرب كانت له خيارات وفق في بعضها ولم يوفق في أخرى كأي مدرب آخر ولو كان أجنبيا لحصل نفس الشيء والنقد مسموح به للجميع لكن يجب أن يكون نقدا بناء لأن المؤكد أن منذر الكبير سيراجع أخطاءه من خلال البيانات التي توفرت والمعطيات وتبقى الحصيلة في كأس العرب إيجابية.
هل جلستم مع الكبير وقيمتم حصيلة عمل البطولة العربية؟
ما لا يعلمه الكثيرون هو أن التقييم يحصل يوميا من خلال توفير كل الإحصائيات عبر الوسائل التقنية المختلفة التي تتوفر لدى الفنيين ويتم جمع كل الإحصائيات عن كل شوط لا فقط كل مباراة ووضعها بين يدي الإطار الفني لوضع تقييم شامل بعد ذلك للمشاركة ككل والتي كانت إيجابية لصورة تونس ويجب التأكيد هنا على أن كأس إفريقيا تختلف عن كأس العرب ويبقى الهدف الوصول لنصف النهائي على الأقل للبقاء ضمن كبار القارة لأن هذا يساعد حتى في عمليات القرعة لمختلف المسابقات أما هدفنا الأكبر فهو التأهل لكأس العالم وهذا كله يسمح حتى بسهولة جلب اللاعبين المغتربين الذين باتوا هم من يرغبون في الالتحاق بالمنتخب.
ما رأيك في القائمة المشاركة في الكان وهل تم التشاور معكم قبل إعلانها؟
الإعلان عن القائمة لم يتم إلا بعد دراسة ورؤية تشاركية مع المحيطين بالمدرب الأول لكن في النهاية هو المسؤول الوحيد عنها ويتحمل مسؤوليته كاملة وقد يخطئ في لاعب أو يندم على لاعب ويظلم آخرا لم يكن موجودا وهذا طبيعي لكن إرضاء الجميع مستحيل وبالتالي الكلام حول القائمة قبل صدورها وبعد ذلك عادي لكن مع اقتراب المسابقة يجب على الجميع مساندة كل لاعب موجود والوقوف معهم لأنهم يمثلون الراية الوطنية والمسؤولية يتحملها الناخب الوطني وهو الذي سيتحمل النقد على ضوء الاختيارات والنتيجة.
ما في الجدل حول استبعاد معز حسن وإبقاء فاروق بن مصطفى؟
الجدل طبيعي لأن القرار في النهاية قائم على رؤية فنية والبعض قد يرى أن معز حسن كان يمكن أن يكون موجودا كحارس رابع على الأقل أو ثالث أو ثان وآخرون يرون أن الكبير محقّ في المراهنة على حراس جدد شبان يعطيهم الفرصة في الكان بعد أن أخطأ البقية، لكن أيضا لا يمكن تغيير كل من يخطئ وإلا لن يبقى أحد وبالتالي كان أمام الكبير عدة خيارات ذهب في أحدها ويتحمل مسؤوليته ويجب أن يطوي الجميع الصفحة الآن وتأجيل نقدهم إلى ما بعد كأس إفريقيا.
ما رأيك في التوتر الذي حصل بين منذر الكبير والصحافة قبل أيام؟
كان يجب ألا يحصل ذلك وإن كنا نساند منذر الكبير كمدرب وطني إلا أن الشد العصبي والتوتر غلباه وكان يجب أن يكون اهدأ من ذلك خاصة أن الصحفي الذي حصلت معه المشكلة من نفس مدينته بنزرت كما أن المصلحة مشتركة وهي مصلحة المنتخب وبالتالي يجب التهدئة الآن ولا يوجد سبب لأن يخطئ مدرب وطني في حق صحفي والعكس صحيح فوجب تجاوز الإشكال سريعا.
ما هو رأيك في ما قدمه حنبعل المجبري خلال كأس العرب؟
المباريات الودية التي لعبناها ضد مالي والجزائر قبل فترة كانت تمهيدا لإدخال المجبري للمجموعة ويتطور أكثر وبات جزءا مهما من المجموعة يستحق أن يكون موجودا وهو مكسب حالي لكن أيضا للمستقبل في إطار سعينا ليكون هناك نواة للمنتخب بعد كأس العالم 2022 معدل أعمارهم لا يتجاوز ال26 سنة لأننا نريد دائما أن يكون هناك جيل جديد يتسلم المشعل سريعا حتى لا يبقى المنتخب في فترة بناء طويلة فنحن نملك اليوم عدة أسماء جاهزة لتسلم المشعل منهم المجبري الذي سيكون له شأن مع المنتخب وفي أوروبا.
حضور أسماء قليلة من البطولة الوطنية في قائمة الكان هل تراه يشكل عامل قلق ؟
بطولات مصر والمغرب والجزائر وغيرها بطولات قوية ومع هذا أغلبية اللاعبين محترفون وأي مدرب يريد أن يكون الرصيد البشري مكونا من أفضل العناصر الممكنة والمحترفة والتي يكون مستواها أفضل قليلا من اللاعب المحلي لكن لا أرى هذا مشكلا أو يقلل من قيمة اللاعب المحلي ثم إننا سنواجه منتخبات كبيرة لاعبوها أغلبهم محترفون ويجب التنافس معهم على نفس المستوى في ظل وجود بطولة متوقفة ومشاكل لعدة أندية.
ما رأيك في الجدل حول قانون اعتبار لاعبي شمال إفريقيا محليين وهل ستتم مراجعته أم لا؟
تابعت الجدل الحاصل وأعتقد أن اللاعبين الجزائريين الذين جاؤوا للبطولة التونسية رفعوا من مستواها وهم لاعبون جيدون استفادت منهم الأندية واللاعب التونسي وجد دافعا للعمل والتطور حتى يفتك مكانه وبالتالي أراه جدلا زائدا لأن تونس بلد مضياف للجميع وفي نهاية الموسم سندرس القانون من كل جوانبه المالية والفنية ومصلحة الأندية ومنافع القانون ومضاره وسنقوم بتقييم واتخاذ القرارات اللازمة على ضوء كل ذلك.
ماهي آخر تطورات مصير بطولات الشبان المتوقفة منذ وقت طويل؟
قرار إيقاف بطولات الشبان لفترة طويلة كان لعدة اعتبارات صحية لا نملك يدا فيها ولتداخل عدة مؤسسات.. كنا نأمل أن يلقح الشبان في أكتوبر ونعود لكن ذلك لم يحصل لكن بمساعدة رئيس الجامعة وضغطه نجحنا في افتكاك قرار عودة البطولات يوم 16 جانفي وستكون في شكل مباريات جهوية وإقليمية ثم وطنية وسيخرج نظام البطولات في مراسلة رسمية هذه الأيام.
ما آخر التطورات في موضوع إلغاء فرق النخبة؟
ألغينا كلمة آمال من الاسم المعتمد واصبح الفريق اسمه فريق النخبة والاحتياط وهو ما سيسمح بإعطاء مدربي الأكابر فرصة لإشراك الاحتياطيين أو العائدين من الإصابة وكذلك أي لاعبين شبان يرغب في تجربتهم وهذا يسمح كذلك للاعبي منتخبات الشبان بالاحتكاك بمستوى أقوى مع لاعبين من الأكابر وهذا يساعد في تجهيزهم أكثر وتحسين مستواهم.
هناك انتقادات لتولي مدربين كبار في السن تدريب منتخبات الشبان فما ردك؟
من هم هؤلاء المدربون؟ يوسف الزواوي فقط وانتهت تجربته أما مختار التليلي فهو ليس مدربا بل كل مدربي المنتخبات السنية من الشبان كما أننا في المراكز الإقليمية منحنا الفرصة لعدة أساتذة ومدربين من العاطلين ونعمل على تطوير إمكاناتهم ونتابع أيضا المدربين مثل معين الشعباني ولسعد الدريدي وغيرهم ونسعى لتطويرهم أكثر.
لماذا يجلس محمد سليم بن عثمان على دكة بدلاء المنتخب مما خلق جدلا كبيرا؟
محمد سليم بن عثمان هو مدير رياضي للمنتخبات والفيفا لا تمنع جلوسه على دكة البدلاء وهو يجلس بصفته مديرا رياضيا لكن لا يوجد أي تدخل منه في عمل المدرب الأول أو تداخل في الأدوار وكل طرف يدرك مسؤوليته لكن البعض يريدون خلق جدل زائد وكأننا حديثو عهد بالتسيير والعمل ولا نعرف كيف نحدد مهام كل طرف.
يعاب عليك أن بعيد نسبيا عن المنتخب فما ردك ؟
لست بعيدا، فقد ذهبت لقطر في كأس العرب وذهبت لكأس أمم افريقيا الماضية لكن مهام المدير الفني كبيرة وآخرها هو المنتخب الأول لأن لديه أدوار أهم بكثير بل إن الفيفا تنبه دائما إلى أن المدير الفني ليس عمله المنتخب الأول ولا نتائج المنتخب وعمل المدرب بل التخطيط والاستراتيجية والفيفا تحرص على تكوين المديرين الفنيين بشكل منتظم ومتابعة عملهم ومساعدتهم ولهذا يجب أن يفهم الناس أن عمل المدير الفني ليس المنتخب الأول.