19.9 C
تونس
23 نوفمبر، 2024
غير مصنف

أجواء متوترة في محيط المنتخب قبل “الكان”: اتهامات ومسؤولية جماعية بين الكبيّر والجامعة ورئاسة الجمهورية

الرياضية – مراد الربيعي

يستعد المنتخب الوطني لكرة القدم لبدء مغامرته في كأس أمم إفريقيا الكاميرون 2021 التي ستنطلق في التاسع من الشهر الحالي حيث سيكون الهدف الوصول لنصف النهائي على الأقل وهو ما حققناه خلال النسخة الماضية في مصر.

 ويدخل المنتخب المسابقة القارية الكبيرة وهو في أفضل حال فنيا ومعنويا بعد الوصول لنهائي كأس الفيفا للمنتخبات العرب وقبله التأهل للدور الحاسم والأخير من تصفيات مونديال قطر 2022 مما يجعل المنطق يفرض أن تكون الأجواء جيدة في محيط المنتخب في هذه الفترة أياما قبل بدء الكان.

وبينما يفترض أن تكون الأجواء المحيطة بالمنتخب إيجابية وهادئة، لا يبدو ذلك موجودا على أرض الواقع حيث شهدت الفترة الماضية توترا غريبا بدأ مع نهاية كأس الفيفا للمنتخبات العرب مع انتشار أخبار عن قلة انضباط حصلت في قطر من بعض اللاعبين وتبع ذلك الإعلان عن قائمة أولية ب18 لاعبا أثارت لغطا كبيرا خاصة مع طريقة إبعاد الحارس معز حسن ثم جاء إعلان المدرب المساعد عادل السليمي عن رحيله عن منصبه في توقيت غريب وبطريقة غامضة دون أن توضح الجامعة السبب الحقيقي.

 وكان مسك الختام ما حصل بين الناخب الوطني منذر الكبير والصحفيين بعد تجاوزه حدوده واعتدائه لفظيا على صحفي ورفضه الاعتذار بعد ذلك قبل أن يعلن عن قائمة أثارت انقساما حول بعض الأسماء وحول التعتيم عن الأسباب الحقيقية لاستبعاد وجدي كشريدة والفرجاني ساسي وسعد بقير ومعز حسن وكل هذا خلق أجواء غريبة قبل أيام من الكان.

أجواء متوترة لا مبرر لها

يفترض بمنتخب عائد من نهائي كأس الفيفا للمنتخبات العرب أن تكون أجواؤه أفضل من الموجودة لكن الكاتب العام السابق للملعب التونسي والمحلل الحالي الأستاذ أنيس الباجي يعتقد في حديثه مع الرياضية أن الأجواء الحالية المحيطة بالمنتخب الوطني ليست في صالحه وحضرت فيها الكثير من الشخصنة وتصفية الحسابات مما خلق مناخا متشنجا رغم أنه يفترض أن يقف الجميع صفا واحدا ويتركون خلافاتهم جانبا ويؤجلوها إلى ما بعد كأس أمم إفريقيا ويكون الهدف الأوحد هو رفع معنويات المنتخب واللاعبين الذين تمت دعوتهم ولم يعد من الممكن التراجع عن هذا الاختيار.

ويقول العضو الجامعي السابق بلال الفضيلي للرياضية إن الأجواء الدائرة المحيطة بالمنتخب حاليا لا تتماشى مع النتائج التي تحققت وهي الوصول لنهائي كأس الفيفا للمنتخبات العرب وللدور الفاصل من تصفيات مونديال قطر 2022 حيث كان يفترض أن تكون أجواء هادئة لأن النتائج تدعم ذلك بينما يتفق الزميلان حسام غراد الذي عمل في عدة قنوات تلفزية وفهمي البرهومي من إذاعة موزاييك اف ام في حديثهما للرياضية على أن هناك عدم جدية في التعامل مع الظرف الحالي وهناك الكثير من التوتر واللغط قبل فترة قليلة من كأس أمم إفريقيا وهو ما لا يبشر كثيرا لكن الأمل عند اللاعبين لأن نواة المنتخب وعموده الفقري متكونان من لاعبين ينشطون في أوروبا وبعيدون عن الأجواء الحالية المتوترة للغاية.

الكبير السبب الأول

لا يمكن لهذه الأجواء التي اتفق الجميع على وجودها أن تكون وليدة الصدفة بل هناك مسؤولون وأولهم المدرب منذر الكبير حسب ما يؤكده المدرب وجدي الصيد في حديثه للرياضية حيث يشدد الصيد على أن منذر الكبير الذي يحترمه كشخص أخطأ وتصرف بطريقة متشنجة في آخر ظهور اعلامي له وزاد في تعكير الأجواء المحيطة بالمنتخب وبدا متوترا في وقت كان يفترض فيه أن يكون أول من يتماسك أعصابه لأن اللاعبين يتأثرون بمدربهم الذي أخطأ في ما قام به.

ويشدد بلال الفضيلي على أن منذر الكبير هو عامل التوتر الأول في الفترة الحالية حتى وإن كان ذلك بطريقة غير مباشرة فهو يرى بأنه لم يعد مقبولا من المكتب الجامعي الذي بحث عمن يخلفه وسط منافسات كأس العرب ولم يعد مقبولا من جزء كبير من الشارع الكروي وعوض أن يعمد لتهدئة الأجواء زاد في توتيرها من خلال ما فعله مع الصحفيين وجعلهم ينقلبون ضده أكثر ليصبح في نظر الجميع مرفوضا وهذا جعله متوترا عكس طبيعته التي كان يعرف بها لذلك عليه أن يراجع نفسه قبل بدء كأس إفريقيا ويحاول بكل الطرق أن يلطف الأجواء.

ويعتقد فهمي البرهومي أن منذر الكبير أراد أن يصطنع لنفسه شخصية جديدة للرجل صاحب الشخصية القوية وحاول أن يستغل الصحفيين في ذلك من خلال ردة فعله ضد الزميل أنيس السحباني برعاية من جامعة كرة القدم التي لم توقفه عند حده وكانت النتيجة صداما وتر الأجواء من رجل يبحث فقط عن مصلحته والبقاء لأطول وقت ممكن كمدرب للتمتع بالامتيازات وهنا يؤكد الأستاذ أنيس الباجي على أن الناخب الوطني ورغم الضغط الكبير فعليه أن يتحكم في أعصابه وأن يكون أكثر هدوءا ورصانة لأن ما فعله وتّر الأجواء كثيرا.

من جانبه يؤكد حسام غراد على أن منذر الكبير أخطأ العنوان عندما فتح جبهة مع الصحافة بل وتمادى ورفض الاعتذار من المهنة كما بدا أنه كان ينتظر الفرصة لتصفية حساباته مع الصحفيين لأنهم تحدثوا عن خبر بحث الجامعة عن مدرب جديد وهنا كان على الكبير لوم الجامعة التي حاولت إيجاد مدرب جديد وتسرّب الخبر للصحافة وليس لوم الصحفيين لأنه لا يستطيع مواجهة وديع الجريء.

الجامعة غير بريئة

يؤكد فهمي البرهومي من جهة أخرى على أنه لا يجب إخلاء ذمة الجامعة التونسية لكرة القدم من مسؤوليتها في كل التوتر الحاصل بسبب التعتيم الكبير الذي فرضته منذ كأس الفيفا للمنتخبات العرب حتى الآن حيث لم يكن هناك أي تواصل أو تبرير للأخطاء  التي كبرت مثل كرة الثلج وبدأت منذ اختيار القائمة المشاركة في كأس العرب ثم لإصابات ياسين الشيخاوي ومحمد دراغر وعلي معلول الذي تواترت أخبار بإنه رفض اللعب ضد مصر وتواصلت أزمة الاتصال بعد إعلان القائمة المشاركة في الكان وتقديم تبريرات غريبة حول أسباب عدم دعوة وجدي كشريدة وإبعاد الفرجاني ساسي حيث كانت هناك عدة مغالطات جعلت الثقة التي بنيت في كأس العرب تنهار وجعلت الرأي العام غاضبا وينقلب على المنتخب والجو يتوتر.

ويوافق وجدي الصيد على وجود مشكلة اتصالية فانسحاب عادل السليمي من منصبه كمدرب مساعد في توقيت مثل هذا يفترض تقديم توضيحات للرأي العام لكن تجاهل تقديم هذه التوضيحات من الجامعة جعل التأويلات تكبر في الشارع الكروي وخلق حالة من عدم الثقة مع الجمهور الذي انقلبت فئة منه على المنتخب بسبب غياب أي ثقة وبسبب الغموض الشديد وغياب أي تفسيرات تغلق الباب أمام التأويلات.

ويعتقد حسام غراد أن الجامعة التونسية لكرة القدم هي من ممرت العدوى الى المدرب منذر الكبير بعد أن توترت تبعا لتصرف الرئاسة التونسية التي هاتفت الكبير مباشرة عوض أن يكون الاتصال برئيس الجامعة وديع الجريء.

 وكان اتصال رئيس الدولة قيس سعيد هو فقط للتأكيد على تجاهل الجريء وهذا وتر الأجواء العامة وعلى طريقة التواصل للجامعة و للمدرب مع الرأي العام ومع الصحافة وخلق كل تلك المشاكل. وبينما لا يرى بلال الفضيلي أن الجامعة أخطأت حين لم تبادر بالإجابة على كل التساؤلات في الشارع الكروي لأن هناك كواليس لا يمكن كشفها إلا أنه يعتقد أن الإعلام لا يجب أن يلام في الأجواء الحالية لأنه يتصرف فقط بعاطفة تجاه المنتخب ولا يمكنه أن يبقى محايدا لذلك كان قاسيا ربما في نقده وهذا ليس خطأ حتى وإن كان تسبب في توتر مدرب المنتخب فيما يرى الأستاذ أنيس الباجي أن المسؤولية جماعية لكن الجامعة خاصة مقصرة في التواصل ولا تملك خطابا موحدا ومجمعا للتونسيين بسبب قلة الثقة في المسؤولين وهذا أحدث شرخا كبيرا وجعل الأجواء تتوتر.

آخر الأخبار